أكثر أنواع العنف بشاعةً

  • 7/3/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من تجريم العنف ضد المرأة بعد قرون من شرعنة هذا السلوك اجتماعيا تحت حماية العادات والتقاليد وهيمنة الثقافة الذكورية، فإن العنف سيظل مشكلة متجددة في كل المجتمعات العصرية، خصوصاً أن بعض أنواع العنف وأخطرها لا يوجد دليل مادي عليه ولا ما يثبت حدوثه، وهو العنف النفسي أو المعنوي كما تم تعريفه في «الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة 1993». هذا النوع من العنف قد يمارسه الرجل ضد زوجته ليحقرها أو يهينها ويقلل من قيمتها وثقتها بنفسها من دون أن يصل الأمر إلى حد الشتيمة المباشرة التي تمنحها الحق في تجريمه قانونيا. المشكلة في هذا النوع من العنف المعنوي والنفسي أنه قد يدمر المرأة ببطء ويترك لديها جروحا نفسية لا تشفى أبدا ولا علاج لها، ويمكن وصفه بقتل بطيء لروح الإنسانة، أو قاتل لا يترك وراءه أثرا واضحا، لكنه في النهاية أكثر أنواع العنف بشاعة. اليوم يسبب العنف بأنواعه مشاكل خطيرة في الصحة البدنية والعقلية والجنسية والإنجابية للمرأة على المدى القصير والطويل. كما أنها تؤثر على صحة أطفالهم ورفاههم.. ويؤدي هذا العنف إلى ارتفاع التكاليف الاجتماعية والاقتصادية للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن، ويمكن لهذا العنف أن يؤدي إلى إصابات، حيث تبلغ 42 ٪ من النساء اللاتي يعانين من عنف الشريك عن إصابة نتيجة لهذا العنف ويؤدي إلى حالات حمل غير مقصودة، والإجهاض المستحث، ومشاكل أمراض النساء، كما وجدت الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في العام 2013 بشأن العبء الصحي المرتبط بالعنف ضد المرأة أن النساء اللاتي تعرضن للاعتداء البدني أو الجنسي أكثر عرضة للإصابة بعدوى منقولة جنسيا، وفي بعض المناطق، فيروس نقص المناعة البشرية، مقارنة بالنساء اللاتي لم يتعرضن لعنف الشريك. كما أنهن أكثر عرضة مرتين للإجهاض، كما يزيد عنف الشريك أثناء الحمل من احتمال الإجهاض والولادة قبل الأوان وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة. وأظهرت نفس الدراسة التي أجريت في العام 2013 أن النساء اللاتي تعرضن للعنف كن أكثر عرضة بنسبة 16 في المئة للإجهاض و41 في المئة أكثر عرضة للولادة قبل الأوان. اليوم يمكن أن تؤدي هذه الأشكال من العنف إلى الاكتئاب والإجهاد اللاحق للصدمة واضطرابات القلق الأخرى وصعوبات النوم واضطرابات الأكل ومحاولات الانتحار. ووجد تحليل عام 2013 أن النساء اللاتي تعرضن لعنف الشريك كن أكثر عرضة مرتين تقريبا للتعرض للاكتئاب، ويمكن أن تشمل الآثار الصحية أيضا الصداع، متلازمات الألم (آلام الظهر، وآلام في البطن، وآلام الحوض المزمنة) اضطرابات الجهاز الهضمي، والتنقل المحدود وسوء الصحة العامة، وقد يعاني الأطفال الذين ينشؤون في أسر يوجد فيها عنف من مجموعة من الاضطرابات السلوكية والعاطفية، ويمكن أن ترتبط هذه أيضا بارتكاب العنف أو التعرض له في وقت لاحق من الحياة. اليوم التكاليف الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على مثل ذلك العنف هائلة ولها آثار متلاحقة في جميع أنحاء المجتمع، وقد تعاني المرأة من العزلة، وعدم القدرة على العمل وفقدان الأجور، وعدم المشاركة في الأنشطة العادية، ومحدودية القدرة على رعاية نفسها وأطفالها.

مشاركة :