في رثاء أمي.. أقبِّل موطئ قدميك أماه

  • 7/7/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في القرية الجاثمة على الطرف الآخر من جبل هار ومسن أسترجع الذكريات في الطرقات وفي المزارع والأحواش بما يشبه النحيب عسى أن الملم منها صدى صوت أمي احاول أن ألتقي ببقايا أحلامها وأمنياتها في أي مكان على شرفات بيتنا القديم وأبحث عن تعبها في طرقات القرية. أقبل موطئ فدميها في الطرقات في المزرعة وجوار البئر وعلى طريق رحلاتها لسقاية الماء من البئر إلى ضماء البيت والأطفال والجيران أقبل موضع يديها المخضبتين بالطين وآلام السنين لحرث الأرض وسقيا الزرع ثم تعود إلى البيت لتشعل فتائل فانوس بيتنا القديم كأنما تضيء القرية بالقناديل والنور وتضيء عقولنا بالنور والأمل علنا نستذكر بعض الدروس وتحث فينا الهمم لتفرح بالمراكز الأوائل بين الصفوف وفي الصباح الباكر توقظ البيت إلى الصلاة وإلى المدرسة وفي أيدينا (كسرة الخبز) المليئة بحنانها ومساعدة أبي على شظف الحياة ...... أماه القرية بعدك متوشحة بالسواد جاثمة على كفيها بالأحزان سجادة الطهر مطوية على الرفوف أماه أزهار مزرعتك ذابلة الأغصان ورودها يابسة دموعنا فاضت بالأوجاع دموع رفيقاتك لم تنضب أماه وأكف الدعاء لم تتعب ولم تمل أماه..... ** ** - ابنك: مجيب الرحمن العمري

مشاركة :