اللاعب سعيد المولد وقضيته المعلّقة أخذت حيزًا كبيرًا من الجدل والنقاش والبيانات دون أن يكون هنالك بادرة حل لقضية كانت تحتاج، ومن البداية إلى وضع النقاط على الحروف وبدون تردد، إلاّ أن الذي جعل القضية تصل إلى هذا المدى هو التعامل من قِبل اتّحاد الكرة بضبابية مهّدت لأن يصل الحال إلى ما يشبه التحدّي لتدخل القضية بعد ذلك في مضمار الفيفا والتسريبات والكباري! بينما لا يُلام كل طرف في التمسّك بما يراه حقًّا صريحًا له من خلال عقود وتوقيعات هي من القوة بحيث أن تصمد أمام تبريرات التغرير، والبحث عمّا يمثل التفافًا صريحًا على ما تم التوقيع عليه، فتوقيع اللاعب للاتحاد يدفع الجانب الاتحادي إلى التمسّك بحقه بعيدًا عن اللاعب، وما صرح به بعد ذلك، ومن ثم رفضه الالتزام بما وقّع عليه، وهنا تبرز أهمية أن يدرك اللاعب معنى وتبعات توقيعه. في الجانب الأهلاوي الذي أعلن تمسّكه باللاعب، وكرر ذلك مرارًا، وبنبرة ثقة أن سعيد أهلاوي، وممّا لا شكّ فيه أن ذلك الموقف كان يتطلّب عودة الطرفين إلى مرجعية اتّحاد الكرة. ولكن في وقت كان الجميع ينتظر أن يحسم اتحاد الكرة الجدل في هذه القضية «العويصة»، تصاعد الموضوع إلى أن أصبح الاتحاد ذاته طرفًا في القضية، وذلك يعني ذهاب الثلاثي إلى حيث الفيفا، والذي أثق أنه -وإن طالت المكاتبات- فإنه سيحسم هذا الخلاف، وعلى طريقته «الجامدة»، ولكن ما هي تبعات ذلك على أطراف القضية؟ وما هي لغة الخطاب التي سيتحدث بها الفيفا الذي أصدر بطاقة مؤقتة للاعب؟ لنصل إلى أن سعيد المولد هو مَن أدخل نفسه في هذه المتاهة دون أن أغفل دور الأطراف الأخرى، والتي تدخلت بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، فكان لتدخلها الدور الكبير لوصول القضية إلى ما وصلت إليه، كما أن اتحاد الكرة يتحمّل جزءًا كبيرًا في هذه القضية، وذلك لأنه لم يكن في موقفه من القوة التي يجب أن يتمتّع بها كمرجعية لجميع الأندية، والذي يفترض أن ينظر للقضايا من خلال س و ص!لأن ممّا ساهم في «شربكة» قضية المولد هو التعامل معها من خلال الاتحاد والأهلي، وهذا ما يفسر ضياع بوصلة الحل! فالقضية تحوّلت إلى «حرب بيانات» كما هي قناعة كل طرف، وفالكم سعيد.
مشاركة :