الحرب الصليبية التي يشنها الغرب الاستعماري الصليبي على ديار المسلمين ملبساً للحقيقة تحت شعار الحرب على الإرهاب في تصعيد تتبادل الدول الغربية أدوار لعب مهام محددة فيه ، منها إعادة هندسة المجتمعات العربية والإسلامية وفرض التغيرات الاجتماعية والقيمية على الأمة الإسلامية قسراً بضغوط مباشرة من منظمات الأمم المتحدة ، وتهجير الملايين من أهلها إلى أوربا للعمل على إنجاح مشاريعها النهضوية بعد أن أصيبت مجتمعاتهم بالشيخوخة ومنها تعمد تدمير بلاد المسلمين وبنيتها التحتية بشكل ممنهج وشامل ومستمر على يد بعض الحكام العرب من الطوائف الضالة ولا تزال هذه الحرب في تصعيد مستمر من قبل الدول الكبرى والتيارات السياسية المتطرفة اليمينية ( المسيحية المتصهينة ) وبدعم واضح من ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي أصبح يدس أنفه في كل شؤوننا ، ويدعم عدونا ، ولا تزال الأحداث المتتابعة تشف عن النوايا المبيتة من محاربة العالم الإسلامي و أهله جهاراً نهاراً بزعم محاربة الإرهاب ، ومن صور ذلك الترتيب ما يجري الآن في سوريا الشقيقة من تبادل للأدوار العدوانية ما بين روسيا وحلفها من جهة ومن الولايات المتحدة ومن دار في فلكها من جهة أخرى. والواضح بأن ثمة تفاهمات تم التوصل إليها بين روسيا وأمريكا في هذا الصدد مبنية على تبادل الأدوار على حساب الشعب السوري المسلم الشقيق ، بل وعلى حساب العالمين العربي والإسلامي ، و أن تعامل الغرب مع التدخل الروسي في سوريا قد فضح الكثير من الادعاءات والمخططات الغربية بإقامة مشروع صليبي- صهيوني في المنطقة ..لذا فمن السذاجة بمكان أن يصدّق المرؤ ترهات الحرب الكلامية القائمة بين الولايات المتحدة وروسيا و رفض الرئيس أوباما للتدخل الروسي ورفضه كذلك لبقاء نظام الأسد في الحكم ، لدرجة أن الولايات المتحدة لم تلجأ مثلاً إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يمنع روسيا من التدخل المباشر في سوريا ، وكل ذلك قد يقود إلى تعبئة كبرى في عالم الإسلام السني تقلب المعادلة رأساً على عقب. ولله عاقبة الأمور.
مشاركة :