القرض المعجل ورسوم الأراضي

  • 10/21/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حلول السكن لن تأتي من خلال قرار واحد أو عامل متغير واحد، بل ستأتي من خلال حزمة قرارات متعددة ومتغيرة الخيارات، حين صدر التوجه "للقرض المعجل" ظهرت ردود فعل "ترفض" هذا القرض، ولدرجة أن إحدى صحفيات الصحف الإلكترونية تسألني "هل القرض المعجل سيؤي لإفقار الناس إلى آخر السؤال"، وواضح أن الغالبية الرافضة هم جزئين، إما أن يكون لم يقرأ جيدا للقرض المعجل بدقة شديدة وبالتالي أخذ العنوان واعتقد أنه سلبي إلى آخر ما يتداول، والطرف الثاني يرى أن القرض يجب أن يكون بلا تكلفة نهائيا وهذا غير صحيح لأنه بالأساس غير ملزم لأحد هو "خيار" لمن لديه دخل جيد ومستعجل للسكن، وشن البعض "بكل جوارحه وعواطفه" هجوما على القرض المعجل، وحين تفصل بالأسباب تجدها ليست موضوعية وبعيدة كل البعد عن الرؤية الاقتصادية المتخصصة، فحلول السكن لن تأتي من الدولة لوحدها، وهي تريد مشاركة القطاع الخاص من خلال البنوك من خلال قروض "ميسرة وسعر تكلفة أقل" وغيره من التفاصيل المميزة للمقترض ولا تقارن بقرض مباشر من البنوك. هذه النظرة السلبية "ليست للجميع" للقرض المعجل، انقلبت حين رحبوا أنفسهم بالرسوم على الأراضي، وهذا أحد مقالاتي تحت عنوان "ولازلنا نعاني شح الأراضي"، في 30 أكتوبر 2010 طالبت بتوفير المعروض كحل أساسي، ومقال في 12 سبتمبر 2012 بعنوان "خفض الأراضي وأسعار الأراضي وتوفير السكن كيف"، ومقال "رسوم الأراضي وأحقية الأراضي" في 28 ابريل 2013 وطالبت بفرض رسوم لمساحة 5000 متر وأكثر من وجهة نظري إلى آخر المقال. الكثير رحب وطالب بالرسوم وهذا جيد لكي يحقق هدفين هما خفض الأسعار لتكون بمتناول طالب السكن، وتحريك قطاع العقاري بالبناء والتشييد. هذه الأهداف هل ستحقق ننتظر ونتمنى ذلك. هذا الترحيب بالرسوم على نقيض "القرض المعجل" مع أن من أصدر القرارين هم جهه حكومية أو بمعنى أدق "الدولة" وهذا يعني ويفسر أن الدولة تبحث عن الأفضل والصالح للمواطن بأقل الأسعار وأفضل الخيارات، وطالب السكن ليس نمط واحد ومحدد بل عشرات المتغيرات لطلب السكن والدخل، إذا يجب أن ينوع الدخل، فلا يكون من الموضوعي القول القرض المعجل الذي هو اختياري ولفئة معينة إنه سيئ أو سلبي وخلافه، والرسوم إيجابية المشرع واحد والمنظم واحد هي "الدولة" وهي من تضع الخيارات والحلول الأفضل للمواطن. ويجب أن نقر أن حلول السكن لن تكون بعامل واحد ولا أربعة، بل بخيارات وحزمة حلول لا حل واحد، ومن يقترض من الصندوق أيضا سيسدد أقساط نفس المعجل ولكن الفارق القدرة على توفير التمويل الذي هو مشكلة، وبين من يملك ملاءة جيدة يمكنه شراء منزل مع القرض المعجل، وهذا يدعم الحلول والسكن وكل انتظار هي خسارة لطالب السكن، والدليل كم أسعار السكن قبل خمس سنوات واليوم، وكم ستكون بعد خمس سنوات، الحلول العملية الفعالة هي المطلب وليس ما تتمنى وتتطلع أو ترغب، الواقع شيء آخر بدون عاطفة.

مشاركة :