الرَّجُل والمَرأة عُنْصرَا تَكامُل في الحيَاة، وكُلٌّ مِنهما يُكمل الآخَر، فإذَا كَانت المَرأة هي الأَصل في الكَائِنَات، فإنَّ الرَّجُل هو أَبُو الكَائِنَات..! لَن أستَرسل كَثيرًا في أَهمّية تَكاتُف الرَّجُل والمَرأة، أو تَعاضدهما، أو بيَان ضَرورتهما في الحيَاة، لأنَّ ذَلك أَمرٌ مَعلوم بالفِطْرَة والعَقل السَّليم، ولَكن مَا أنَا بصَددهِ اليَوم، هو عَدم إدرَاك المَرأة لقِيمَة الرَّجُل أثنَاء وجُوده، فلَا تَشعر بأهمّيته إلاَّ إذَا فَقدته، وهَذا الكَلام لَيس فِكرَة عَابِرة، أو خَاطِرَة شَارِدَة، بَل هي قَاعدة أَصيلَة، أشَارت إليهَا مُعظم الشّعوب، فمَثلاً الجَمَاعة في تَايلاند يَقولون في أمثَالهم: (لَا تَعرف المَرأة قِيمة سَعَادتها مَع زَوجها، إلَّا عِندَما تُفَارقه)..! أكثَر مِن ذَلك، حتَّى العَوام في نَجد يَقولون عَن النِّسَاء: إنَّهنّ «عَزّامَات نَدّامَات»، بمعنَى أنَّهنّ في كُلِّ «عَزيمة» يَطلبن الطَّلاق مِن الرَّجُل، وإذَا حَدَث الطَّلاق عَضضن أصَابع النَّدَم، وقَد وَصَل الأمر بالمَرأة؛ ألاّ تَتذوّق جَماليّات الحيَاة مَع زَوجها، إلاَّ إذَا مَات، وفي ذَلك يَقول الفيلسوف «كلود رونار»: (قَلّما رَأيتُ أَرمَلة لَا تُحبّ زَوجها الرَّاحِل)..! ولَكن، لِمَاذا تَتصرّف المَرأة هَكَذَا؟ هَل هي طَبيعة؟ أَمْ أنَّها تَكفر العَشير حتَّى يَرحل، وإذَا رَحَل بَكَت عَلى هَذا العَشير؟! وأَخيرًا، عِندَما نَتذكَّر هَذه الظَّاهِرَة، فيَجب عَلينا أنْ نَستَحضر المَثَل الفِرنسي البَليغ القَائِل: (المَرأة كالظِّل، إذَا تَبعتَها هَرَبَتْ مِنك، وإذَا هَرَبْتَ مِنهَا تَبعتَك)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي -أيُّها النَّاس- أنْ أُذكّركم بأنَّ الله خَلقكم مِن ذَكرٍ وأُنثَى، لتَشعروا بالسَّعَادَة فاغتَنموها.. أمَّا أنتِ أيّتها المَرأة، فتَذكَّري قَول المَرأة المِصرية البَسيطة «يَا مستّتنِي»، أي يَا مَن حَوّلتني مِن فتاةٍ إلى سيّدة، حتَّى لا تَستيقظي وَحيدة يَومًا مَا، وتَصرخي بأعلَى صَوتك قَائلة: «يَا مشتّتني»، ومشتّت قَلبي وأَولَادي وحيَاتي كُلّها..!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :