يَبدو الفَرقُ كَبيرًا؛ بَين فِئَة تَغْتَنمُ الفُرص وفِئَة تُهدرها، لَكن هُنَاك فِئَة ثَالِثَة خَارج الحِسَابَات والتَّصنيفَات، وهي تِلك الفِئَة التي تَنْتَظر الفُرص عَلى الأَرْصِفَة، وتُلقي باللاَّئِمَة عَلى كُلِّ مَا يُحيط بِهَا، لِذَا دَعونَا نَمنح هَذه اليَوميّات فُرصَة؛ لتَفصيل وشَرْح هَذه المُفَارَقَات: (الأحد) عِندَما تَجلس فِي وَسَط شَبَاب يَلوكون الكَلَام، ويَتَمَضْمَضُون بالتَّذمُّر، تَكْتَشف أنَّ كُلّ كَلامهم؛ يَصبُّ في قِلَّة الفُرص وشُحّ المَجَالَات، ومَا عَلِمُوا أنَّ الفُرص مَوجُودَة وبِكَثْرَة، ولَكنَّها لَا تُعطي نَفسها إلاَّ لِمَن يَبحث عَنها بكُلِّ اجتِهَاد، وفي ذَلك يَقول أَحَد الأُدبَاء: (الفُرصة لَا تَسنح إلاَّ لِمَن يَبْحَث عَنها)..! (الاثنين) هَل التَّضَايُق مِن الأزمَات يُؤثِّر عَلَى الفُرص؟ إنَّه سُؤالٌ وَجيه، وَجدنَا إجَابته عِندَ أَحَد الفَلَاسِفَة، حَيثُ يَقول: (لَا يَنبغي أَنْ تَتَضَايق مِن الأَزَمَات، فَإنَّ لَهَا وَجهًا إيجَابيًّا، وذَلك حِين تَمنحنا فُرصَة للتَّوقُّف عَن الخَطَأ، وحِين تُحفِّزنا عَلى ابتِكَار أَسَاليب جَديدَة للعَيش الكَريم)..! (الثلاثاء) يَجب أنْ نَعرف أنَّ الفُرَص مُتَاحَة في كُلِّ الطُّرقَات، ولَكنَّها لَا تَذْهَب إلاَّ لِمَن يَستحقها، وفي ذَلك يَقول أَحَد الخُبرَاء: (إنَّ هُنَاك دَائِمًا فُرصًا، لَكن الذين يَستفيدون مِنهَا؛ هُم الأشخَاص الأفضَل، والأكفَأ، والأنشَط)..! (الأربعاء) الفُرص لَيسَت دَائِمًا ظَاهِرة للعيَان، بَل الرَّجُل العَاقِل والحَكيم؛ يَستطيع أَنْ يَصنَع الفُرصَة مِن العَدَم، وهَذا المَعْنَى أَكَّده الأَديب «فرانسيس بيكون» حِين قَال: (الرَّجُل العَاقِل؛ يَستطيع أَنْ يَخلق فُرصًا أكثَر مِمَّا يَجد)..! (الخميس) لَا تَعتَقد أَنَّ الفُرص تَأتي عَلى طَبقٍ مِن ذَهَب، بَل تَلمع لَنَا عَبر حُبيبَات العَرَق، النَّاتِجَة عَن الجُهد، وفي ذَلك تَقول الأَديبَة «آن لاندرز»: (غَالبًا تَأتي الفُرص إلينَا مُتنكِّرة بثِيَاب العَمَل الشَّاق، ولذَلك لَا يَلمحها مُعظم النَّاس)..! (الجمعة) مَن هو الرَّجُل العَاقِل؟ وكَيف يَتعَامل مَع الفُرص؟، هَذا سُؤال أَجَاب عَنه الأَديب «فرانسيس بيكون» بقَوله: (الرَّجُل العَاقِل هو الذي يُهيّئ لنَفسهِ الفُرصة، حَتَّى ولَو لَم تُعْرَض لَه)..! (السبت) لَا تَعتَقد أَنَّ الفُرص تَأتي مِن خِلَال وَظيفَة جَيّدة، أَو مَسْكَن فَخم، أو سيّارة فَارِهَة، بَل أحيَانًا الفُرص تَتمثَّل فِي أَنْ تَعيش يَومًا جَميلاً، وقَد لَخَّص ذَلك الأَديب «مارك توين» حِين نَصحنَا قَائِلاً: (امْنَح كُلّ يَوم الفُرصة لأنَّ يَكون أَجْمَل أيَّام حيَاتك)..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :