معروف عن قطاع التشييد والبناء في الصين أنه مُذهِل ومُنجِز، وعلى كفاءة وجودة عالية، فلماذا يتعثَّر عندما يتم التعاقد مع بعض شركاته لإنجاز بعض المشروعات في بلادنا؟! سؤال أظنه مهم جدًّا! لماذا ينجحون هناك، ويفشلون هنا؟ هذه الأسئلة تتبادر إلى الذهن عندما يتذكر أحدنا ضعف أداء مشروع قطار المشاعر مثلاً الذي لا يتحرّك طيلة العام سوى أيام معدودات. ونتذكر كذلك مشروع بناء عدة مئات أو آلاف من المدارس على مستوى المملكة كُلفت به شركة صينية عبر شركة سعودية ولم يكتب له النجاح. ومؤخرًا نشرت المدينة (26 أغسطس) خبرًا عن استياء أمانة محافظة جدة من شركة صينية تم التعاقد معها لتنفيذ تقاطع شارع فلسطين مع طريق الملك عبدالعزيز. طبعًا الاستياء لم يصدر من الأمانة فقط، وإنما من كل مستخدمي الطريق الحيوي جدًّا، والذي عادة ما يُصاب باختناقٍ رهيب عند الجزء الذي يمتد قرابة كيلومتر واحد، حيث تعمل الشركة ببطء على ما يبدو حسب شكوى الأمانة المتوّجة بإنذار نهائي وجّهه الأمين إلى الشركة. التفاصيل غير مهمّة بقدر الأسباب! هل لأننا نتعاقد مع شركات دون المستوى المأمول؟ هل هذه الشركات مصنَّفة تصنيفًا يُعادل التصنيف السعودي؟ أم السبب يعود إلى الوسيط السعودي إن كان ثمة وسيط! هل لدى الشركة الصينية أسباب وجيهة لم تُنقل أو تُسمع مثل تأخُّر صرف بعض المستحقات المتفق عليها طبقاً للعقد؟ هل التضييق على استقدام العمالة الصينية المؤهلة وغير المؤهلة جزء من المشكلة؟ هل غياب الخرائط اللازمة التابعة لخدمات الكهرباء والمياه والاتصالات أثَّرت في حفريات المشروع فكان التأخير المحذور؟ من العدل الاستماع إلى كل الأطراف، فليس شرطًا أن تكون الأمانة محقة 100%! ولعل لدى الطرف الآخر عذرًا ونحن نلوم. لابد من إعادة النظر في هذا النوع من التعاقدات، لأننا قد نكون في المرحلة المقبلة في حاجة أكبر لشركات أجنبية تمتلك القدرات الفنية والبشرية والمالية، وفي الوقت نفسه ذات تكلفة معقولة غير خيالية!! salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :