لو طبّقنا القول الشائع: (من لم يتقدم يتقادم) على المتقاعد، فهو سوف يتقادم، ليس لأنه متقاعد بل لأنه رضي لنفسه أن يتراجع ويعتزل، ويركن للقعود، فهو لم يتقدَّم للأمام اختياريا، فأصبح متقادما، وفي الحديث من استوى يوماه فهو مغبون، لذلك نحتاج أن نعيد النظر في سن التقاعد. ارتبط التقاعد بالصحة، وارتبطت الصحة بالحركة، ومن يتقاعد يتوقف عن الحركة، ويصبح شبه عاجز، ويكون إنتاجه صفراً، واصطلح الناس أن 60 سنة هو سن تباطؤ الحركة، وبداية الحاجة للراحة، وبذلك قنَّنوا سن التقاعد من الخدمة العامة بسن الستين، وزادت في الجامعات حتى 65، وفي الولايات المتحدة، حيث الصحة تحت العناية الفائقة، وبالتالي ارتفاع متوسط أعمار الرجال، أصبح سن التقاعد هناك 67. نشرت مجلة الأنتربنور الأمريكية قصة العجوز «فيليمنا روتندو»، صاحبة المائة عام، والتي تعمل في مغسلة 11 ساعة في اليوم، ستة أيام في الأسبوع، تقول: طالما أستطيع العطاء والحركة فلن أتوقَّف عن العمل، وأشعر أن الجلوس بدون عمل مضيعة للوقت، ونصيحتي للكبار: امسحوا من أذهانكم شيء اسمه سن التقاعد، طالما تستطيع الحركة والعمل، فأنت شخص منتج ومتقدم، ومتفاعل ومفيد، ولا تتوقف، ولن أتوقَّف أنا حتى أصبح عاجزة عن الحركة تماماً. الخدمة العامة تعني أن الشخص منتدب نفسه لخدمة أمته، مقابل راتبه الشهري، وطالما بلغ الستين، فمن الحكمة أن يعطى هذا المال لمَن يقوم بالعمل أقوى وأسرع منه، ولكن لو كان يتمتع بنفس القوة، وبنفس السرعة، فهو يتميز بعامل الخبرة الذي لا يتوفر عند الداخلين حديثاً للعمل، لذلك فالمطلوب مراجعة سن التقاعد. #القيادة_نتائج_لا_أقوال من أجمل أقوال الكاتب الأمريكي باتريك لونشوني: تعبتُ من سماع كلمة خادم القوم سيّدهم، لأنني أعتقد أنهما متلازمان، لا يوجد سيادة بدون خدمة.
مشاركة :