بين المسؤول والمواطن.. تواصل | محسن علي السُّهيمي

  • 11/4/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن الثورة الرقمية التي يشهدها عصرنا الحاضر لتتنامى وتتمدد دون أن يُفاد منها، ودون أن توظَّف التوظيف الأمثل، ولو لم يكن ذلك إلا في الحدود الدنيا. الثورة الرقمية المتعاظمة اليوم فرضت سطوتَها على الجميع وأرغمتهم على التعامل معها دون أن تترك لهم خيارات أخرى، أو تتيح لهم التقاط أنفاسهم، فتراهم مهرولين بأقصى جهدهم في حلبة سباقها الممتدة. الجميع يدرك الأهمية البالغة لهذه الثورة العجيبة التي تُشكِّل (وسائل التواصل الاجتماعي) جزءًا مهمًّا منها، ولذا يدلف إليها المرء طائعًا غير مختار حتى لا يبقى قصيًّا خارج إطار زمنه. من أهمية الثورة الرقمية تأتي وجوبية تواجدها وتفعيلها بين المسؤول الذي يتسنم هرم المؤسسة المنوط بها تقديم خدماتها على الوجه الأمثل وبين المواطن الذي يفيد من خدمات تلك المؤسسة. وتصديقًا لوجوبية تواجد هذه التقنية الحديثة بين المسؤول والمواطن رأينا كيف أن الملك سلمان بن عبدالعزيز على عِظم مهامه وجسامة مسؤولياته إلا أنه فعَّل هذه التقنية ممثلة في حسابه على تويتر (@kingSalman ) فاتحًا الباب على مصراعيه للتواصل المباشر مع المواطنين الكرام، مُزيحًا الحواجز التي تعيق شكاواهم ومطالبهم، مُتخطيًا بيروقراطية بعض الإجراءات التي تستهلك وقتهم وجهدهم. الكرة الآن في ملعب مَن هم دونه في جسامة مسؤولياتهم، كالوزراء وأمراء المناطق ورئيس وأعضاء مجلس الشورى والسفراء والمحافظين ومديري ورؤساء الإدارات الحكومية على اختلاف مهامهم. هنا لا تغيب عنا مبادرة بعض الوزراء بفتح حسابات لهم على تويتر، ومنهم وزراء (التعليم- الصحة- التجارة والصناعة- العمل- الخدمة المدنية- الشؤون الاجتماعية..إلخ). وتأكيدًا على أهمية فتح شبكات التواصل بين المسؤول والمواطن تحضرني سلسلة رسائل أرسلتُها على حساب المهندس (فواز بحلس) مدير وحدة أعمال مدينة جدة بشركة المياه الوطنية بخصوص المبلغ (الكبير) لاستهلاك عداد المياه التابع لي، وهو المبلغ الذي لا يتوافق إطلاقًا مع القراءة المدونة على العداد. ولقد مضت سنة كاملة وأنا في مراجعات واتصالات مع الشركة - لم يكن المهندس فواز وقتها مديرًا للوحدة- ولم أخرج إلا بإصرار موظفيها على صحة القراءة. وعندما كُلِّف المهندس فواز بإدارة الشركة راسلته على حسابه في تويتر وأرفقت ذلك بالصور التي تثبت صحة شكواي فاستجاب مشكورًا وأرسل لي اليومَ الثاني موظفًا وحُلَّت المشكلة من يومها بجعل المبلغ يتوافق مع الرقم (الحقيقي) للاستهلاك. هنا يأتي السؤال الماكر: هل فتحُ المسؤول حسابَه على تويتر يعني أنه سيعمد للتجاوب الفوري مع الشكاوى ويسعى لحل كل مشكلة تُعرض عليه؟ والجواب، لا أتوقع ذلك دائمًا، غير أن وصول الشكاوى مباشرة إليه وهي (كاملة الدسم) ستقطع حجته وستشعره بحجم التقصير الذي يقع فيه ومنسوبو مؤسسته، وسيجتهد في حل الأسخن منها. Mashr-26@hotmail.com Mashr-26@hotmail.com

مشاركة :