الحل ليس في المفاعلات - د. محمد ناهض القويز

  • 9/11/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

حاجتنا للطاقة في تزايد ولسنا استثناء فبينما احتاج العالم إلى 12.7 تيرا وات في عام 2010م إلا أن المتوقع أن الحاجة سترتفع إلى أكثر من 17 تيرا وات عام 2030م. في المملكة نستخدم ثلث إنتاجنا من النفط لإنتاج الطاقة التي نحتاجها ويتوقع مع ارتفاع الطلب أن نستخدم أغلب ما ننتجه من النفط لتوليد الطاقة المحلية. البترول والفحم من أكبر الملوثات المحلية والعالمية للبر والبحر والجو وهي السبب المباشر لكثير من أمراض القلب والرئتين والسرطان. الطاقة النووية تسمى الطاقة النظيفة مقارنة بالنفط والفحم ولكن ذلك أتى بثمن باهظ سواء في غلاء الأجهزة أو في صيانة المفاعلات وفي الحقيقة أنها نظيفة مقارنة بالنفط ولكنها ليست نظيفة لو قارناها بالشمس والرياح. بينما اتخذت كثير من الدول المتقدمة خطوات عملية للتخلص من المفاعلات النووية المستخدمة لتوليد الطاقة تتدافع دول العالم الثالث على إنشائها وتعالت أصوات الكتاب والمثقفين للمطالبة باستخدام الطاقة النووية. إننا بتبنينا لهذه الاستراتيجية نصنع بعبع المستقبل. وتبرز ألمانيا كأكثر الدول استخداما للطاقة النظيفة المتجددة "الشمسية" وقد أنتجت من الطاقة الشمسية 20 غيغا وات وهو مايعادل انتاج عشرين مفاعلا نوويا تعمل بطاقتها القصوى. مصادر الطاقة النظيفة المتجددة كثيرة ويرمز لها بالرمز "WWS" الريح والماء والشمس. وهناك مصادر أخرى كالسدود وجريان الأنهار والطاقة الحرارية. المفاجأة التي لايعرفها إلا المختصون أن السعودية من أفضل الأماكن في العالم لإنشاء محطات توليد الكهرباء باستخدام طاقة الرياح ويمكن للسعودية وحدها أن تنتج 7 أضعاف حاجة العالم من الطاقة من مولدات الرياح لو استخدمنا هذه التقنية. حدث في تكنولوجيا الطاقة الشمسية تقدم كبير أمكن معه مضاعفة الإنتاج مع انخفاض كبير في التكلفة. عندما نتحدث عن أي مشروع محلي لاستخدام الطاقة النظيفة المتجددة فعلينا أن نتعدى الاحتفاليات والإشادات وننظر إلى كمية الطاقة المنتجة ونسبتها في المساهمة بإنتاج الطاقة المحلية. هناك كثير من أموال الوقف "مليارات" تنفق في مجالات كلاسيكية يمكن لها أن تسهم في سد حاجة المواطنين من الطاقة ويكونوا بذلك حققوا المنفعة بتوفير الطاقة ورفع الأذى بالحد من التلوث. وبقدر ما سررت لتواجد أوقاف غربية للدعم ساءني ألا أجد أهلي بينهم. وتابعت كثيرا من مؤتمرات الطاقة النظيفة المتجددة، وتبين لي أن هناك تسارعا في سعي الدول المتقدمة نحوها. الطاقة المتجددة ليست منافسا لنفطنا بل رافد له وللدخل لو استخدمنا أموال النفط في تطوير تكنولوجيا الطاقة المتجددة. من الناحية التطبيقية والمعطيات الطبيعية يمكننا أن نكون بيت الطاقة العالمي الذي يمد جميع دول العالم بطاقة نظيفة متجددة فنحن نملك اثنين من أهم مصادرها "الرياح والشمس".

مشاركة :