مؤتمر من أجل المستقبل - أيمـن الـحـمـاد

  • 11/10/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عدة أعوام أجريتُ مقابلة مع نيكولاس مادورو الرئيس الفنزويلي الذي كان آنذاك ممسكاً بحقيبة وزارة الخارجية في عهد هوغو تشافيز، تحدث مادورو في وقتها عن العلاقات بين الدول العربية وأميركا الجنوبية، وقال: "إن التعاون الجنوبي - الجنوبي (دول جنوب الكرة الأرضية) سيكون تحالف المستقبل الجديد، فإلى جانب نشوء عالم اقتصادي وسياسي جديد سوف نشهد بزوغ عالم ثقافي جديد يعكس الهوية الحقيقية لشعوبنا". ويضيف: "نحن في العالمين العربي والأميركي اللاتيني لدينا إرث ثقافي عميق الجذور وهو إرث يمتاز بالثراء ونحن نؤمن بأن المستقبل لنا.." حين نعلم بأن دولتين من دول أوبك تنتسبان إلى أميركا اللاتينية، ومثلهما إلى مجموعة دول العشرين، ودولة أخرى في تجمع دول "بريكس"، ندرك إثْر هذه المعلومات العامة الأهمية والتأثير اللذين تفرضهما دول أميركا الجنوبية على المشهد السياسي والاقتصاد العالمي، وضرورة إعمال الجانب الاستراتيجي في تلك العلاقة، ما يستوجب معها بأن نقوم بالدفع بقوة لإرساء هذه العلاقات التي يربطها والدول العربية إرث ثقافي واجتماعي تليد، وصل حداً أن أبناء المهاجرين العرب الأوائل تمكنوا في مفاصل بعض هذه الدول، وبلغوا منصب الرئاسة في بعضها. يتقاسم الجانب العربي واللاتيني معاناة الدول النامية وأمراضها من الفقر والتخلف والأمية والفساد، وكذلك سعيها لتطوير اقتصادياتها وتنويع مصادرها، وهذا كفيل باتحادها وتعاونها والاستفادة من تجارب بعضها، المهم هو الالتفات للمصالح المشتركة والعناية بها، وعدم تحزّب الدول العربية أو اللاتينية تجاه أو خلف معسكرات أو أيديولوجيا تعرقل الهدف الأهم من "مؤتمر الرياض" الذي يشجع على الانعتاق من القطبية الواحدة نحو عالم متعدد الأقطاب، الذي هو في واقع الأمر سمة العالم اليوم. تغيب أخبار وفعاليات اللقاءات والمحادثات السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية بين الدول العربية واللاتينية عن المشهد الإعلامي إلا ما ندر، في حين تسعى دول إقليمية إلى التوسع عبر مشروعات ثقافية لا تلبث إلا أن تكون سياسية واقتصادية، ما يمكنها من التأثير على مستوى القرار الدولي في بعض المنظمات والمحافل المهمة لاسيما أوبك واليونسكو مما يؤثر على رصيد الدول العربية في الحشد تجاه تبني أي قرار. القمة العربية - اللاتينية التي تعقد اليوم في الرياض فرصة من أجل فتح نافذة كبيرة وواعدة تجاه أهم قارات العالم، والتي لم تؤتَ حظها من الاهتمام والتعاون الرسمي وغير الرسمي، إلا أننا اليوم بصدد فرصة من أجل حشد ما نستطيع من المبادرات وعقد اللقاءات ما يمكن أن يختصر المسافة ويردم الهوة بين الجانبين.

مشاركة :