كثيرًا ما نجد بعض الموظفين يطيرون فرحًا باستقالة بعض المديرين، وكثيرًا ما نجد بعضهم ينتظر بفارغ الصبر أن يسمع خبر استقالة مديره، بل بعضهم يتمنى ما هو أكثر من ذلك، وفي هذا إشارة واضحة إمّا أن المدير لم ينجح في كسب احترام وتقدير من يعمل معه من الزملاء، أو أنه فشل في تحقيق أي إنجاز يشفع له أن يبقى مسؤولاً عن زملائه. أن تصل العلاقة بين المدير وزملائه إلى هذه المرحلة فيه إشارة واضحة أن الوضع لم يعد يحتمل، وأن القضية أصبحت خارج إطار السيطرة من الطرفين، فالمدير لم يعد بإمكانه توجيه زملائه في العمل، والموظفين لم يعد بإمكانهم تقبُّل أي توجيه يأتي إليهم من ذلك المدير، فكلاهما لم يعد يحتمل الآخر، ولذلك أسباب عدة في مقدمتها عدم السيطرة على مواطن الخلاف منذ بدايتها، وعدم وضع الحلول المناسبة لها، فكثيرًا ما تحدث خلافات في العمل، وهذا أمر طبيعي، ولكن ما هو غير طبيعي أن لا تهتم الإدارة بها، وتسعى للتقليل من شأنها، بل في كثير من الأحيان تتجاهلها، وأحيانًا يكون السبب عدم كفاءة المدير، فقدراته وإمكاناته أقل بكثير من المنصب الذي يشغله، فهو لا يستطيع أن يعطي ذلك المنصب ما يستحقه من عمل وجهد ووقت، والبعض الآخر يعتقد جهلاً منه أن ذلك المنصب هو للوجاهة فقط، وأنه لا يتطلب منه أكثر من الحضور الرمزي، ولا يوجد عليه أي التزام، وبعد تقلُّد المنصب يجد بأن هناك الكثير من الالتزامات المطلوبة منه، وهو لا يستطيع أن يقوم بها، ومع ذلك يصرُّ على الاستمرار، والبعض يغريه بريق المنصب وتأسره الأضواء، خصوصًا إن كان للمنصب مكانة إعلامية، فهو على الرغم من إخفاقه لا يستطيع ترك منصبه لما فيه من بروز إعلامي. نعم هناك تحديات، فقد يكون المسؤول في بعض الأحيان هو الضحية لوجوده في وسط لا يمكن التأقلم معه، ومع ذلك فأنا لا أتمنى أبدًا من أي مسؤول أن يصل لهذه المرحلة التي يفرح بها زملاؤه باستقالته، بل أتمنى أن يحدث العكس، وأن يحزن الزملاء لفراق مديرهم، ويسعون للتمسك به، ويعملون كل ما في وسعهم لبقائه واستمراره في العمل، فما أجمل أن تغادر مكانًا، والكل يتمنى أن تبقى فيه. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :