تهمني دراسات هافارد، لأنها أولاً حديثة، وثانيًا، لأن الاسم والسمعة، ارتبطتا بجامعة عريقة هي الأولى في العالم، وهي التي تُخرِّج القيادات المُؤثِّرة دوليًّا، لذلك شدّتني دراسة حديثة منهم بعنوان: أعمال الرؤوساء التنفيذيين يجب أن تكون ذات مغزى ومضمون، ويجب أن يعطيها أولوية. الجميل في الدراسة أنها تصلح لنا، قبل أن تصلح لهم، لأننا نحتفظ في أذهاننا بصورة مشوّشة عن الرؤوساء التنفيذيين، بأنهم أُناس يعيشون عالمًا آخرَ، همّهم كبير، وتفكيرهم مختلف، ويُركِّزون على الإستراتيجيات، ويترفّعون عن الخلطة، وجوههم متجعِّدة، ومتجهِّمة، وحتى تجدهم يجب أن تطلب موعدًا بفترة، وتدخل في عملية فلترة قد توصّلك لهم، وقد تنتهي المقابلة قبل أن تصل إليهم. أوضحت الدراسة استنتاجها، التي تمت بالتعاون مع معهد جالوب الدولي للأبحاث، أن نسبة الموظفين (غير المرتبطين) ولا يعني أنهم مستقيلون، ولا مفصولون، بل يعني أنهم لا يُركِّزون في أعمالهم، ولا يُقدِّمون كل ما لديهم من قدرات ومواهب، وغير آبهين بما يدور فيها من تطوير وتقدُّم. باختصار هُم الموظفون غير المتحمّسين للعمل ولا للعطاء، تصل نسبتهم في بيئة الأعمال، حتى 87% من عدد الموظفين، وهو رقم مخيف عندهم، لا أدري كم يكون عندنا؟ ربما مثلهم أو أكثر، وليس أقل بحال من الأحوال. من هنا، تقول الدراسة إن العمل الأول للرؤساء التنفيذيين، هو العمل على تخفيف هذا الرقم، يعني زيادة عدد ونسبة الموظفين المرتبطين، لذلك أهم أعمالهم أن تكون ذات معنى ومضمون لبقاء الموظفين وحماسهم، والاهتمام بهم، ومراعاة ظروفهم، وتقدير إنجازاتهم، وكل ما يخدم مصالحهم. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول أشهر الرسامين المعاصرين بابلو بيكاسو: كلما تقدم بك العمر، كلما زادت قوة وصلابة أفعالك، وكأنها عواصف تحيط بك، وسوف تجدها كلها مرسومة في تقاطيع وملامح وجهك المتجعد.
مشاركة :