رصد ومتابعة: علي الباشا ألقت فترة التوقف الطويلة نسبيّا بظلالها على دوري الظل الكروي (الدرجة الثانية)، فتدنّت المستويات وتقاربت النقاط فأعادت المنافسة بعد الجولة السادسة إلى نقطة الصفر تقريبا، والتي يُمكن أن يدخلها ما يُقارب من سبعة أندية في ظل الجولات المتبقية وعددها (12) جولة؛ فمتصدرا الجولات الأولى (المالكية – الاتفاق)؛ أولهما تراجع ثانيّا، والآخر خامسا، والسبب هو نزيف النقاط، وفي المقابل يسير البحرين بخطى واثقة إلى الصدارة، وحصد مدينة عيسى تسع نقاط جعلته قريبا من المتصدرين، وأعتقد أن الفريق الذي رفع ابتسامة عريضة هو البسيتين؛ حيث فاز على المتصدر المالكية في مباراة الصدمة! إذًا دوري الظل الموسم الحالي لن يكون على شاكلة الموسم الفائت، فالمنافسة ستكون غاية في الغموض، وبالذات مع التغييرات التي يُمكن أن تنتاب الفرق مع فترة التسجيل الثانية، والتي ستكون حاضرة مع الجميع قبيل بدء الجولة السابعة، وحيث نما إلى علمنا بتغييرات على مستوى المدربين واللاعبين. وفي الجولة التي شهدت (12) هدفا؛ قلنا بأنها لم تبلغ المُراد فنيّا، لأن المدربين يبحثون عن النتائج أولا، وبعضهم يلعب على تكثيف الأمور الدفاعية؛ فيكون ذلك على حساب الحالة الهجومية، ولكن يبقى لقاء البسيتين والمالكية هو الذي شدّ الجميع، لأن الأول وهو متأخر في الترتيب فاز مع مدربه الجديد على المالكية بهدف، ولأن الأخير يستنزف النقاط في الجولات الأخيرة؛ ما يضع علامة استفهام على مستواه الفني، وما إذا كان مرتبطا بالوعكة الصحية التي لازمت مدربه (حمامة)، وأيضا العامل النفساني للاعبي البسيتين! وخروج الشباب والاتفاق بتعادل سلبي يؤكد حسابات كل منهما للآخر في ظل ضياع الفرص وبالذات من الشباب في الشوط الأول الذي تسيّده البحرين؛ لكون منافسه يلعب بأسلوب دفاعي بحت على حساب الهجوم ورغم الإمكانات الجيدة لمهاجميه ومع أن جوماي أضاع أفضل فرص المباراة؛ وأعتقد أن غياب هدافه أسانتي (عنادًا) ترك علامة استفهام على مدى استمراريته في الفريق وأن هناك لاعبا برازيليا جيدا يُمكن أن يحل مكانه مع بداية فترة التسجيل الشتوية وهو لاعب البحرين السابق دا سيلفا. والبحرين الذي يتقدّم بخطى واثقة حاز على ثلاث نقاط مهمة بعد مهمة صعبة أمام الاتحاد؛ والأخير غير ثابت المستوى نظرًا إلى عملية التدوير المستمرة. وفاز مدينة عيسى على قلالي بهدفين لهدف، والمباراة كانت متكافئة في مستواها، ولكن مدينة عيسى وضع قطاره على السكة وبدأ السير بثبات، وسيكون في نادي المتنافسين على المنافسة، وبالمناسبة سيكون قلالي مؤثرا فيها! والفوز العريض سجله سترة على التضامن بخمسة أهداف لهدفين، وهو الفوز الأول للفريق مع المدرب مرجان عيد، وهو استغل تراجع مستوى التضامن، رغم أن الأخير كان قد نجح في الوصول إلى التعادل بهدفين خلال المباراة لكن الفريق كان يحتاج إلى تنظيم دفاعي. الموقف: انتهى الموقف بعد الجولة السادسة إلى التالي: البحرين أولا له 12 نقطة و13 هدفا وعليه 3. ويساويه المالكية نقاطا بـ 12 نقطة وعشرة أهداف وعليه خمسة، وأيضا يتساوى معهما البحرين بذات الرصيد 12 نقطة وله 9 أهداف وعليه خمسة، ثم مدينة عيسى رابعا برصيد 10 نقاط وله 5 أهداف وعليه 4. والاتفاق خامسا برصيد 9 نقاط وله 10 أهداف وعليه 4. ثم قلالي سادسا وله 8 نقاط وله 10 أهداف وعليه 8. والاتحاد يساويه نقاطا وله 8 وهو في المركز التاسع وله 6 أهداف وعليه 6. ثم يأتي سترة ثامنا برصيد 6 نقاط وله 7 أهداف وعليه 7. والبسيتين يأتي تاسعا وله 5 نقاط وله 4 أهداف وعليه 11 هدفا، وأخيرا يأتي التضامن عاشرا من دون نقاط سجل 5 أهداف وعليه 27 هدفا. الهدّافون: يتصدر قائمة الهدافين لاعبان؛ وهما إبراهيم الختال من قلالي وديمبا من الشباب ورصيد كل منهما أربعة أهداف، ويأتي ستة لاعبين برصيد ثلاثة أهداف وهم: أسانتي وجوماي من الاتفاق وفيكتوري من الاتحاد، وإيمانويل من المالكية وحسن مدن من الشباب. قالوا في الجولة: * يمرض ولا يموت: يقول المعلق الكروي المعروف عبدالقادر سالم بأن ما يشهده فارس الغربية حاليا ما هو إلّا سحابة عابرة، وأن الفريق أحيانا يكون منقوصا من بعض لاعبيه المهمين، ولكن لديه وفرة من البدلاء الشباب واللاعبين أصحاب الخبرة، وأعتقد أن تقارب المستويات بين الفرق ورغبتها في المنافسة؛ يجعل بعضها يلعب بقوة أمامه؛ لأنه يحس بأنه يلعب أمام بطل... والفارس يقدم مستويات ولكنه يهدر الفرص، ولا شك أن تقارب المستويات هو لصالح الدوري، رغم أنني شخصيّا متفائل بأن الفارس سيترشح أولا! * لا مفاجآت: ويقول المدرب الوطني والمحلل الكروي صلاح حبيب: بأن الجولة السادسة ومن خلال نتائجها لا توجد فيها مفاجآت، فالنتائج طبيعية لأنه كما قلت سابقا لا توجد فوارق فنية بين المتنافسين، بل نرى هبوطا في المستوى غير طبيعي، فيما عدا مدينة عيسى فمستواه تصاعديا بعد تعثرات البداية، وعليه فإن في غياب الفوارق الفنية من حيث المستويات والأداء سيظل التقارب قائما بين الجميع، وقد يكون البسيتين الفريق الذي بدأ يُغيّر جلدته، وكما نلاحظ في ظل الفارق النقطي فإن الفوز يرفع فريق للمنافسة، وحتى التضامن لن يكون على حاله في مؤخرة الترتيب إذا حسّن من أدائه، وأشير هنا بأن المالكية لن يكون الفريق الذي يأخذ البطولة بسهولة، فحسب المعطيات المستويات المتقاربة ترشح الجميع، ولكن المالكية يحتاج إلى الوقت.. أمّا الاتفاق فإن مشكلته في التهديف، لأن دفاعه قوي وحراسته جيدة، هو لديه عقم هجومي رغم وجود أسانتي وجوماي، ولكن التحفظ الدفاعي يُقلل من التوجه الهجومي، مع أن التسجيل لا يتوقف على لاعبي الخط الخلفي. * إلى نقطة الصفر: ويقول المدرب والمحلل الكروي صديق زويد بأن الدوري بعد الجولة السادسة عاد تنافسيّا إلى النقطة الصفر، فهناك سبعة فرق صارت في عنق المنافسة، فالنقاط متقاربة جدا، وهذا في صالح الدوري والمنافسة، ويُمكن أن يرفع من مستوى الإثارة، ففريق البسيتين استفاد من مباراة الصدمة واستغلها إيجابيا مع مدربه الجديد، لأن الفوز على المتصدر (المتراجع) مكسب، ولعلي هُنا أقول إن تراجع المالكية نقطيّا وفنيّا يحتاج إلى وقفة، لأن الآخرين لم يضايقوه بل نافسوه، وأعتقد أن المدينة هو الفريق المتجدد فنيّا لأنه كسب نقاطا في المباريات الثلاث الأخيرة، ووصل بهدوء نحو المنافسة، وفاز على قلالي بهدفين لهدف؛ بعد مباراة متكافئة فنيّا، وحين تكون خارج الحسابات وتدخل أوج المنافسة فالكل سيحسب لك ألف حساب، وأنا أجزم بأنه استفاد من تعادل الشباب والاتفاق سلبيا، وهو تعادل لصالح الجميع، وأن الاتفاق يتراجع فنيّا ونقطيّا وعليه مراجعة حساباته، وتغيير استراتيجيته وتنشيط صفوفه، وبالنسبة إلى أقوى المباريات فقد كانت بين البحرين والاتحاد والتي استغل فيها البحرين ركلة الجزاء وسجل هدفا، كما نودّ أن نشير إلى أن سترة نجح مع الكابتن مرجان في أول اختبار وإن كان فوزه على حساب التضامن وبخمسة أهداف لهدف؛ لأن السؤال هو كيف نجح التضامن في الوصول إلى التعادل بهدفين في العشرين دقيقة الأولى!
مشاركة :