تابعتُ الليلة مجددًا فيلم «حياة أو موت»، بطولة عماد حمدي، ومديحة يسري، ويوسف وهبي، وهو فيلم مصري من إنتاج عام 1954، وإخراج كمال الشيخ، يحكي عن رجل يُصاب بأزمة قلبية، فيُرسل ابنته للحصول على الدواء، ولكن يكتشف الصيدلي تسبّبه بالخطأ في تركيب دواء قاتل، فتظل حكمدارية القاهرة في البحث عن، وإنقاذ هذا الرجل قبل تناول الدواء. *** الفيلم يُعتبر واحدًا من أعظم 100 فيلم قدّمته السينما المصرية، ودخل في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي 1955، وحاز على جائزة الدولة عام 1955، وكذلك على جائزة أحسن فيلم من المركز الكاثوليكي المصري عام 1954. *** وما أبعد المسافة، وممر الزمن ما بين الخمسينيات الميلادية، وحتّى اليوم، ليس في عالم السينما وحده، وإنما في عالم الواقع.. وقيمة الحياة البشرية التي كرّس لها الفيلم حكمدارية القاهرة (مديرية الأمن العام)، وعلى رأسهم الحكمدار نفسه، ليصارعوا الزمن؛ من أجل إنقاذ أحمد إبراهيم، القاطن في دير النحاس، من تناول الدواء الذي يوجد به سمٌّ قاتل. *** لقد لخّص أحد المُعلِّقين على الفيلم في اليوتيوب قيمة الإنسان بين الأمس واليوم في كلمات قليلة حين قال: «عندما كان الإنسان مهمًّا»!! فهو فيلم خيالي بمقاييس اليوم، حيث تُتّهم الشرطة في العديد من البلدان العربية بسوء التعامل مع الموقوفين. وهكذا فإن حقوق الإنسان واحترامها تبدأ من مراكز الشرطة، وتنتهي عندها. #نافذة: (من هبوط الفن، إلى قتل الأطفال في سوريا، ومن تهجير الكفاءات، إلى فساد وزارات، ومن الأخطاء الطبية، إلى التسيُّب مع التسوّل في الشوارع.. أين هي قيمة إنسان اليوم؟). كوثر الأربش nafezah@yahoo.com
مشاركة :