رغم أن اهتماماته العلمية تتركّز في مهارات التعامل مع الضغوط النفسية، وفي علاقة الدِّين بالصحة النفسية، كما تقول صفحته، إلاَّ أنه استغلّ تديُّن الناس في التكسُّب من ورائهم، وخلط العلم بالدِّين، في تركيبة نجح عن طريقها في الإيقاع بالكثير منهم، والسعي للكسب بطرق ملتوية، استعمل فيها الكذب والخداع، والنصب والاحتيال، وحاجة الناس للعلاج وعاطفتهم الدينية، لتغليف أعماله بغلاف الرحمة والإنسانية. *** شاهدتُ إعلانًا عن إحدى محاضراته عن «الإنسان»، وفق تعريفه ومفهومه الخاص، الذي لم أحظَ بمعرفته إلاَّ من خلال ما أُثير حول الرجل من قضايا، تصبُّ كلها في خانة استغلاله لأخيه «الإنسان».. ولا أدري ماذا يمكن أن يكون تعريفه، أو مفهومه للإنسان، كما وضعه كأول بند من بنود برنامجه، أو محاضرته تلك.. وأرجو ألاّ يقصد به الإنسان المُغفَّل الذي يُصدِّق أكاذيبه! *** تعريف الإنسان (المسلم)، الذي استقيناه من سيّد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي في قوله عليه الصلاة والسلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا) رواه البخاري ومسلم، وزاد البخاري (وشبك بين أصابعه). كما أوجب الإسلام الرحمة بين المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسلمه)، كما قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). *** وأخيرًا.. أرجو الله له ولغيره الذين جعلوا من الإنسانية رداءً لاستغلال إخوانهم في الإنسانية، واستعملوا الدِّين رداءً لخداع الناس بتدينهم وتقواهم، أن يراجعوا أنفسهم.. أو على الأقل ألاَّ يضعوا الدِّين ستارًا لأعمالهم.. فالدِّين أسمى من أن يُستغل. #نافذة: إن استغلال المأساة الإنسانية لأغراض تجارية، هو مأساة تُعبِّر عن عجز الإنسان عن السيطرة على نوازع الشر والأنانية. nafezah@yahoo.com
مشاركة :