بناء الإنسان.. | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 8/30/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعتقد كثيرون أن المدن الجميلة تُبنى بانتشار المباني الجميلة، وناطحات السحاب العالية، والشوارع التي تسير فيها أحدث السيارات.. وينسون أن أجمل وأحلي وأكبر وأعظم الدول هي تلك التي تبني الإنسان العامل المنتج، الذي يضيف إلى جمال المدن والمجتمعات جمال عقله وتفكيره وجهده. *** الإنسان هو أثمن ما خلقه الله، ومن أجله بُنيت المُدن ونشأت الحضارات، يقول الله سبحانه وتعالى: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها).. (هود:61)، فالإنسان هو مرتكز التنمية، اختاره الله كي يكون المحور الذي تقوم عليه عملية البناء والتنمية والتطوير، فهو الحامل للأمانة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى بقوله: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا).. (الأحزاب: 72). *** ولم تكن صدفة أن يكون العلم هو أساس هذا البناء، لذا كانت (اقْرَأْ)، أي تعلّم، أول كلمة جاء بها الوحي، لأن الإنسان خُلق ليعرف؛ ويُدرك ما خلقه الله حوله من ظواهر، وما كلّفه به من مهام لإعمار الكون، لذا فإن السؤال اليوم هو: أين عالمنا الإسلامي من عملية البناء والإعمار، وتركها للأمم الأخرى، وتفرغت بعض العقول للهدم والتدمير؟!. *** العجيب أن نجد من يُبرر هذه الحالة المذرية التي وصل إليها عالمنا الإسلامي بأننا مطالبون فقط بالعبادة.. أما غير ذلك من شؤون الدنيا فقد سخّر الله سبحانه وتعالي لنا أُمماً أخرى تُفكر، وتكتشف، وتخترع، والمسلمون يستفيدون من كل هذه المخترعات دون جهد منهم.. فهي هبة إلهية منحها الله لعباده دون سعي منهم، أو جهد!!. #نافذة: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل). nafezah@yahoo.com

مشاركة :