للمرة الثالثة تغرق محافظة جدة في خمس سنوات، في المرة الأولى كانت الخسائر بشرية ومادية، والثانية جاءت بعدها بسنة واقتصرت على المادية ولم يكن الوقت كافيا للحكم على المشاريع التي أعلن عنها في إعادة ترميم البنية التحتية من تصريف للسيول والمياه. جاءت المطرة الثالثة الأسبوع الماضي وبعد خمس سنوات من الثانية لنكتشف أن الخلل لازال قائما في بعض المناطق القديمة والمشاريع الجديدة والأمانة أخذت الوقت الكافي لإصلاح الوضع مع الدعم المالي الكبير من الدولة لمشاريع السيول والصرف الصحي وبناء شبكة متكاملة تنهي مشكلة تجمع الأمطار وتصريف السيول المنقولة. من الإنصاف القول بأن مشاريع تصريف السيول المنقولة وهي الأخطر قد تم تنفيذها بشكل جيد وإن كانت لم تنته بعد، وتبقى المشكلة في تجمعات الأمطار داخل المدينة وعدم القدرة على تصريفها من خلال الشبكة المتهالكة والقديمة الموجودة والتي لا تغطي إلا نسبة قليلة من المدينة وكذلك توسيع وإنشاء شبكات التصريف داخل المحافظة وهذا ما رأيناه في معظم الأحياء، حتى المشاريع الجديدة ومنها 7 أنفاق تغطت بالمياه واحتجزت فيها مركبات وتوقفت حركة السير وتوقفت الدراسة ليومين وتعطلت مصالح المواطنين. نعلم أن الأمين قد وجد تركة كبيرة قبل استلام منصبه بما فيها مشكلة البنية التحتية ومشاريع تصريف السيول ولا يجب أن نلومه عليها، لكنه أمضى أكثر من أربعة أعوام في منصبه وقد تم اعتماد مبالغ كبيرة للمحافظة لتنفيذ مشاريع الطرق والأنفاق وتصريف السيول والصرف الصحي وأخذ وقتا كافيا لتنفيذ الحد الأدنى من الإنجاز بما يمنع الكوارث وتعطيل الحركة. جدة تعاني من أزمة تراكمية منذ عقود نتجت عن فساد في تنفيذ المشاريع والاستيلاء على أراض كانت وديانا وتحويلها الى مخططات سكنية تم بيعها للمواطنين وبناؤها منذ سنوات. من المهم أن يكون المسؤول قادرا على إدارة الأزمات والظهور بشفافية وتحديد المشاكل وأسلوب حلها والتواريخ المتوقعة للإنجاز والعمل مع الجهات المعنية على تذليل الصعاب والظهور علنا والإعلان عن خطة القطاع للعموم حتى لو أخذت عشر سنوات. المعلومات لم تعد خافية فالخبر يصل مباشرة الى مواقع التواصل الاجتماعي مدعما بالصور والوثائق بعيدا عن التلميع والكل لديه القدرة على التوثيق والتعليق في ثوان معدودة وستصل للجميع في كل مكان مع سهولة العودة للأرشيف والتصريحات والتعليقات والتغريدات التي يبثها المسؤول لتكشف حقيقة هذه التصريحات. الجميع لديه وطنية وتهمه مصلحة الوطن والمواطن وسيقف مع المسؤول ويسانده ويوجد له العذر، إذا كان واضحا وشفافا وحريصا على المصلحة العامة ويعمل بجد ويسعى للإنجاز بعيدا عن الفرقعات الإعلامية التي نشاهدها كثيرا في بعض الجهات من خلال تصريحات بعيدة عن الواقع وتظهر نتيجتها عند أول امتحان.
مشاركة :