تواصل – فريق التحرير: يصادف اليوم 17 شعبان، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث 1336 هـ الإعلان عن استقلال أفغانستان عن المملكة المتحدة في مثل هذا اليوم من سنة 1336 هـ الموافق 19 أغسطس 1919م، الإعلان عن استقلال أفغانستان عن المملكة المتحدة. أفغانستـان وتعني كلمة أفغانستان «أرض الأفغان»، وتعتبر إحدى نقاط الاتصال القديمة لطريق الحرير والهجرات البشرية السابقة، ودولـة حبيسة ليس لها إطلالة على أي من البحار، تقع في آسيا الوسطى، تحدها كل من طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان من الشمال وإيران من الغرب والصين من الشرق، فيما تحدها باكستان من الجنوب. وهي دولة ذات الموقع جيوإستراتيجي تربط شرق وغرب وجنوب ووسط آسيا، وهي موطن لكثير من الأمم القديمة والحديثة خلال العصور المتتالية. وكانت أفغانستان هدفًا لكثير من الشعوب الغازية والفاتحين منذ القدم، منذ عهد الإغريق تحت حكم الإسكندر الأكبر، ومرورا بالفتوحات الإسلامية وحكم المغول وغيرهم. والأفغان شعب معروف في التاريخ الإسلامي من الشعوب الآرية، هم أخوة الفرس والكرد والطاجيك يسكنون هذه البقاع، ولقد ذكرهم عدد كبير من المؤرخين، ووصفهم الرحالة ابن بطوطة بالقوة والبأس الشديد، عند زيارته لمدينة كابل وما جاورها. على مدى تاريخها الطويل، فشلت محاولات القوى الخارجية، في السيطرة على أفغانستان، وكانت أكثر الحملات التي استهدفت أفغانستان؛ حين قررت بريطانيا، عام 1838، احتلال أفغانستان، واستمرّت حتى عام 1842، وباءت بفشل كبير. وشعرت بريطانيا أنها مهددة من قبل روسيا والفرس وكذلك القبائل الأفغانية، فقررت الحكومة الريطانية تحريك جيش بريطانيا المرابط في الهند، لاحتلال أفغانستان، وعزل الملك «دوست محمد»، ونصب «شوجا شاه» في العاصمة كابل، وقد كان دمية بيد البريطانيين. ووصلت القوات البريطانية والهندية إلى كابل عام 1839، وبدلاً من أن تتمكن بريطانيا من استبدال الحاكم الذي لا يطيع مخططاتهم، ويقترب من روسيا بآخر يرضخ لإرادتهم، نالوا هزيمة منكرة بعد أربع سنوات من الحرب. تمكن الجيش البريطاني في أغسطس 1839م من خلال 20 ألف جندي يرافقهم نحو 38 ألف مدني من دخول العاصمة كابول بسهولة بعد الإطاحة بالملك «دوست محمد»، وحقق الجنود البريطانيون نصرًا سهلاً، في مواجهة جيش أفغاني يتألف من مزارعين. وما إن بدأ المستعمرون البريطانيون بالاستقرار في العاصمة الأفغانية كابول ، حت هب ثورة الشعب الأفغاني يتزعمه ابن الملك «دوست محمد»، وتمكن الثوار من السيطرة على العاصمة؛ واستسلم البريطانيون واختاروا المنفى، وقتل الثوار العديد من كبار الأعيان البريطانيين وقطعوا رأس أحدهم وداروا فيه في شوارع كابول، فتشكلت قافلة من اللاجئين البريطانين وحاولت التوجه إلى جلال أباد تمهيدًا للعودة إلى الهند، وقتل الأفغان خلال أربعة أيام نحو 13 ألف شخص من رعايا الإمبراطورية البريطانية، ولقى أربعة آلاف آخرين حتفهم بسبب البرد القارس. وظن البريطانيون أن تلك الحملة ستكون سريعة من دون مخاطر وعقبات، ففوجئ البريطانيون أنهم في مواجهة مقاومة القبائل الأفغانية الموحّدة، التي تعرف جيّدا شعاب البلاد ووديانها وجبالها. كان الجيش البريطاني قد بسط سلطة التاج البريطاني على مناطق شاسعة من العالم، قهزم الجيش البريطاني ولم ينجو سوى بريطاني واحد ممن انسحبوا عبر شعاب جبال كابول، باتجاه جلال اباد. الحرب الكبيرة أرسل البريطانيون عام 1878م حملة لتأديب الأفغان، ولم تكن تلك الحرب إلا بداية منافسة استمرت طويلا بين بريطانيا وروسيا، تهدف للسيطرة على آسيا الوسطى، فأفغانستان تعرف بأنها «مقبرة للإمبراطوريات»، فجميع من حاول القيام بمغامرة الغزو، انتهى به الأمر إلى هزائم مذلّة، كانت قد واجهتها بريطانيا في أفغانستان. وعلى الرغم من أن تلك الحرب كانت حلقة في الصراع بين الإمبراطورية البريطانية وروسيا القيصرية على آسيا الوسطى. وكان التوسع الروسي في تلك المنطقة من آسيا، قد بدا بمثابة تهديد صريح لأمن االتاج البريطاني في الهند، ولقيت بريطانيا هزيمة مزلة على يد الأفغان.
مشاركة :