يتمتع المعلمون في بلادنا بقدر كبير من الموضوعية في الطرح، ولازلت أذكر ملحوظات بعض منهم في أعقاب المشروع الشامل لتطوير المناهج والذي تم تنفيذه منذ سنوات ولقي استحسان ورضا من معظم المعلمين ومن بعض أولياء الأمور المتابعين لهذا التغيير الإيجابي العظيم. منهج اللغة العربية أصبح قائماً على فكرة التعلم الذاتي وإكسابهم مهارات التعلم وهذا كان غائباً في المناهج السابقة، كما أن كل وحدة دراسية لها دليل وتتصدره قائمة بالأهداف التدريسية. كما لوحظ التكامل بين فروع اللغة العربية والمهارات الأساسية الأربع: الاستماع، التحدث، القراءة، الكتابة وهذا التكامل يسهم في تطوير تدريس اللغة العربية وهو توجه حديث ومرغوب، هناك في المنهج العديد من الصور والرسوم والأشكال البيانية وتنوع في الألوان، كما لفت نظر البعض واقعية الأمثلة والنصوص في الوحدات الدراسية مما ينجم عنه ربط المتعلم بالواقع المحيط به، وإذا كان هناك ملحظ لافت هو طول الوحدة الذي تراوح بين 45-70 صفحة وهذا لا ينسجم مع مبدأ تعميم الوحدات فالإيجاز مطلوب. ومعلمو العلوم أبدوا أيضاً ملحوظات إيجابية من أن مستويات المعالجة العلمية لبعض الموضوعات اختلطت فأصبحت مناهج صفوف عليا ضمن مناهج صفوف ومراحل تعليمية أقل .. وهكذا. أما تطوير تعليم الرياضيات فإن من تسنى لي مقابلتهم من المعملين أشادوا بتبني الوزارة سلسلة عالمية متميزة في مناهج الرياضيات تسمى (ماك جرو هيل) والتي أظهرت توجهات ونظريات حديثة في الرياضيات وتطوير القدرات العقلية والمهارات الرياضية والمنهج الجديد مما ألغى طريقة التلقين الذي سبب ضعف الفهم الرياضي الصحيح للتعلم، والكتاب أصبح يوفر تمارين متنوعة بمختلف مستوياتهم وأصبح الكتاب يعتمد على تطوير الفهم الرياضي وتعلم الحقائق والمبادئ الرياضية وتطور قدراتهم الذاتية في الوقت الذي وفرت الوزارة على موقعها على شبكة الإنترنت المواد التعليمية المطورة وجميع ما يحتاجه المعلم من مساعدة. هناك تهم عديدة توجه منذ زمن للمناهج الدراسية وبصرف النظر عن مصداقية هذه التهم التي نالت مناهج العلوم الشرعية إلا أن إعادة النظر وتنقيحها وتطويرها وتجربتها ثم إعتمادها بصفة نهائية بعد أخذ رؤى المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور قد أسدل الستار عن هذه القضية بجهد مقدر من وزارة التربية والتعليم. أشرت في مقال سابق أن المعلم والمعلمة السعودية سيظلان دوماً مصدر اعتزازنا وثقتنا بهم وإذا ظهرت بعض الحالات الشاذة فإن من الخطأ الجسيم أن يعمم الأمر أو يؤثر على الصورة الذهنية المبجلة لدينا ولكل مهنة تظهر بعض الحالات الشاذة التي لا يمكن التعويل عليها. معلمونا تاج على رؤوسنا وقد عرف عنهم التضحية والتفاني والصدق في القول والعمل، وعلى من يحاول أن ينال منهم أن يراجع نفسه وليتقِ الله وليقل قولاً سديداً، وعما قريب ستقيم جامعة أم القرى ممثلة في كلية التربية المؤتمر الخامس للمعلم تأكيداً وتقديراً لمكانة المعلم في المجتمع. Qadis@hotmail.com
مشاركة :