لو عملنا استفتاءً حول أحبّ المدن السعودية إلى قلوب الناس عملاً، وعيشًا، لحظيت المدن المتوسطة بهذه المحبّة؛ لأنَّ الزّحام في المدن الرئيسة أصبح كابوسًا، خصوصًا أوقات الذروة، وكذلك ارتفاع أسعار الإيجارات فيها يستهلك معظم الدخل، وشح السكن يجعل الناس تعيش متباعدةً في أطرافها. جامعة سويدية، قامت بدراسة شاملة، نشرتها الإندبندت، وتستحقّ النظر، شملت ربع مليون موظف وموظفة في 55 دولة، لمعرفة أسعد الموظّفين، المرتبطين بأعمالهم، ولا يفكّرون بمغادرتها مهما كانت الظروف، فهناك ما يشدّهم إليها، وأهم هذه العوامل التي أخذتها الدراسة في الاعتبار، الراحة النفسية، وبيئة العمل المريحة، التي تربط بسلاسة ما بين البيت والعمل، وتساهم في تنمية الموظف، وفيها تبادل محترم، وثقة بين العامل، وصاحب العمل. الإندبندت البريطانية كانت منزعجة، لأن لندن جاءت في المرتبة الثلاثين، يعني في النصف الأخير من القائمة، بينما حل في المراكز الثلاثة الأولى بلجيكا، والنرويج، وكوستاريكا، وحل في المراتب الثلاثة الأخيرة، اليابان، ونيجيريا، والمغرب، ممّا يعني أن الرغبة في الهجرة من هذه الدول الأخيرة هي الأعلى. مسألة بقاء الموظف، وارتباطه في العمل لم تعد من سقط المتاع، بل أصبحت قضية أساسية تهدد استقرار العمل حول العالم، لأن حركة إحجام الموظفين عن العطاء، بسبب عدم راحتهم بالعمل أصبح ظاهرة مثيرة للقلق، والسبب، هو ارتفاع حدّة التنافس العالمي، وعلى جامعاتنا السعودية، العكوف على دراسة مُشابهة، لمعرفة أكثر المدن رغبة في بقاء الموظفين، لنعود إلى سياسة واقعية حول التنمية المتوازنة، التي تعطي أهمية لتنمية الخدمات في المدن المتوسطة الجاذبة للموظفين. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الكاتب الأمريكي بنجامين هووكس: إذا كنت تظن أنك قيادي لوهلة، والتفتَّ وأنت تسير، ولم ترَ أحدًا يتبعك، فاعلم أنها مجرد نزهة شخصية لك.
مشاركة :