شخصيات إسلامية: بِشْرُ بنُ الحارِثِ الحَافي

  • 4/20/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بِشْرُ بنُ الحارِثِ الحَافي، رحمه الله، من أئمة الزهد وأوعية العلم، كان رأساً في الورع والإخلاص. وهو بشر بن الحارث بن عبدالرحمن بن عطاء المروزي ثم البغدادي، المشهور: بالحافي، الإمام، العالم، المحدث، الزاهد، الرباني، القدوة، شيخ الإسلام. ولد سنة اثنتين وخمسين ومئة، وارتحل في طلب العلم، فأخذ عن: مالك بن أنس، وشريك، وحماد بن زيد، وفضيل بن عياض، وغيرهم، وتتلمذ عليه وروى عنه خلق كثير، منهم: السري السقطي، وعمر بن موسى الجلاء، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري. قال بشر بن الحارث: لا أعلم أفضل من طلب الحديث لمن اتقى الله، وحسنت نيته فيه، وقال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلاً من بشر، ولا أحفظ للسانه، كان في كل شعرة منه عقل، ما عرف له غيبة لمسلم، ما رأيت أفضل منه. ومن أجود ما قاله، رحمه الله: إذا أعجبك الكلام، فاصمت، وإذا أعجبك الصمت، فتكلّم. قصد بذلك، رحمه الله، أن يخالف الإنسان هواه، وأن لا يتبع شهوته، وكان شديد المحاسبة لنفسه، وكانت توجيهاته ونصائحه دواء للقلوب، وقال، رحمه الله: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سداً، وقال الدارقطني عنه «زاهد، جبل، ثقة، ليس يروي إلا حديثاً صحيحاً»، وكان يحسن الظن بالناس، ويتهم نفسه بالقصور، جاء رجل إليه فقبله، وجعل يقول: يا سيدي أبا نصر، فلما ذهب، قال بشر لأصحابه: رجل أحب رجلاً على خير توهمه، لعلّ المحب قد نجا، والمحبوب لا يدري ما حاله. من أقواله: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه، وقال: ما اتقى الله من أحب الشهرة، وقال: لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة، وقال: بحسبك أن أقواماً موتى تحيا القلوب بذكرهم، وأن أقواماً أحياء تعمى الأبصار بالنظر إليهم، فرحم الله بشراً ورضي عنه.

مشاركة :