سيدنا طلحة بن عبيدالله بن عثمان بن عمرٍو، التيمي القرشي، صحابي جليل، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، كان ممن سبق إلى الإسلام، وأوذي في الله، ثم هاجر، كان كريماً جواداً، أتاه مالٌ من حضرموت، سبع مئة ألف، فبات ليلته يتململ خشية أن يحاسبه الله على هذا المال فأشارت عليه زوجته أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها بأن ينفق هذا المال على أصحاب النبي ﷺ، وقالت: فأين أنت عن بعض أخلائك؟ فإذا أصبحت، فادع بجفانٍ وقصاعٍ، فقسمه. فقال لها: رحمك الله، إنك موفقةٌ بنت موفقٍ فلما أصبح دعا بجفانٍ، فقسم المال بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي منها بجفنةٍ. فقالت له زوجته: أبا محمدٍ أما كان لنا في هذا المال من نصيبٍ؟. قال: فأين كنت منذ اليوم؟! أي أنها لم تذكره، ثم قال: فشأنك بما بقي. عاش حميدًا، سخيا، وعلى الرغم من جاهه في قومه، وثرائه العريض، وتجارته الناجحة، فقد نال حقه من اضطهاد قريش. كان طلحة له مقدمة الصفوف دفاعًا عن دينه ونبيه يبتغي بذلك وجه الله، ولم يمنعه ذلك من أن يبتغي من فضل الله منميًا تجارته الرابحة وأعماله الناجحة، كان يقال له طلحة الخير، وطلحة الجود، وطلحة الفياض، انتقل إلى جوار ربه في العاشر من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وقد استكمل من العمر يومئذٍ أربعًا وستين سنة، رضي الله عنه وأرضاه.
مشاركة :