هناك حراك واضح بشأن زيادة إنتاجية الموظف الحكومي، فقبل عدة أشهر قام معهد الإدارة العامة بتنظيم مؤتمر بعنوان: (ثقافة خدمة العملاء في القطاع الحكومي)، والذي يُسلِّط الضوء على واقع ثقافة خدمة العملاء في القطاع الحكومي في المملكة، وسبل تطويرها ومواكبتها للتطلعات والآمال، وتوقعات العملاء الذين هم المواطنون، كما أعلنت بعض مناطق المملكة عن جائزة الأداء الحكومي، وأعلن مجلس الوزراء عن إنشاء المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة باسم (المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة)، والذي تم تشكيل مجلس إدارته برئاسة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وعضوية عدد من أصحاب المعالي. في جلسة مجلس الوزراء لهذا الأسبوع، نوه المجلس بموافقة خادم الحرمين الشريفين على إطلاق برنامج (الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية)، والذي يهدف إلى رفع جودة أداء الموظف الحكومي وإنتاجيته في العمل، وتطوير بيئة العمل، إضافة إلى وضع سياسات وإجراءات واضحة لتطبيق مفهوم الموارد البشرية، وإعداد وبناء القادة من الصف الثاني، وذلك من خلال وزارة الخدمة المدنية، بالتنسيق مع عدد من الوزارات مع تطبيق البرنامج بشكل تدريجي. من الواضح أن هناك جهودا مُركَّزة وخطة مُنظَّمة من قِبَل المسؤولين في الدولة، لتغيير الصورة النمطية عن الموظف الحكومي، سعيًا نحو استغلال أمثل للوقت، وزيادة في الإنتاجية، وكفاءة في استغلال الموارد المتاحة لإنجاز العمل، إضافة إلى السرعة والدقة في الإنجاز، وتطوير آلية العمل بحثًا عن أساليب إبداعية مع التركيز على استخدام المهارات والتقنيات الحديثة والأساليب المتطورة لإنجاز المهام الموكلة إليه، والأمل أن يتزامن كل ذلك مع تحسين في دخل الموظف بتطوير سلم الرواتب والمكافآت، وتقديم وسائل تحفيز مميزة تساهم في التمييز بين الموظف المجتهد وبين الموظف الكسول الخامل. في ظل ما تعيشه اليوم بلادنا من تغييراتٍ واضحة في طريقة إدارة الكثير من المشروعات والبرامج المختلفة، فإن تغيير هوية الموظف الحكومي أصبحت ليس أمرًا شكليًا أو كماليًا، بل أصبح ضرورة ملحة، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه، وإذا ما أردنا أن تكون هناك نقلة نوعية واضحة في مستوى الأداء الحكومي، فلابد أن نسعى لتحسين وتطوير مستوى الموظف الحكومي، وتغيير الهوية القديمة التي كان يعرف بها، فهو الأساس. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :