رأيت بعض الدعوات في الصحافة المحلية أخيرا إلى وجوب إيجاد مخارج للطوارئ في المساجد لتمكين المصلين من سرعة الخروج في الأحوال الاستثنائية. ما نحن بحاجة إليه هو إعادة تركيب الأبواب وجعلها تفتح للخارج بدلا من الحالة التي هي عليها الآن. وبدون حالة استثنائية سيرى المتفحّص شكل الزحام عند الخروج من صلوات الجمعة. فالمناكب والأرجل كأنها في سباق للخروج لأن الأبواب تفتح للداخل، ولو صُممت لجعلها تفتح الى الخارج لما فكرنا بالدعوة إلى إيجاد "أبواب للطوارئ" فما أكثر من أبواب الجوامع والمساجد. ما يُعرف بداهة أن الباب إذا كان يفتح للداخل فهو لايؤدي دور باب إلا لمن أراد الدخول وليس الخروج. وعند الطوارئ فالناس سوف "تخرج" وليست "تدخل". ثم إن سرعة تحويل الأبواب سوف لا يُكلّف الكثير، قصدي أقل تكلفة من "دراسة وتنفيذ" أبواب جديدة للطوارئ قد يمر وقت طويل قبل أن تكتمل أوراقها وموافقاتها. ولو قام به الأهلون لكان أسرع. لكنه أيضا سيواجه عراقيل الموافقة والترخيص لأنه لابد من موافقة أكثر من جهة. ومتأكد أنا أن لدى الدفاع المدني تعليمات عن أمور كهذه فهم خبراء في سبل الهروب وسلامة الممرات (مخارج الطوارئ) والأبواب وغير ذلك. ولا أدري مدى وصول تطبيقات وسائل السلامة من قبل الدفاع المدني إلى المساجد وخصوصا الكبيرة منها (الجوامع) لأنها تحوي أسلاكا وغرف كهرباء وتمديدات ووسائل نقل الصوت قد تكون تحمّلت أكثر مما تستطيع تمريره. وهل توجد أجراس إنذار مثلا، أو كمرات تصوير ذاتية التركيز. تشير الإحصائيات إلى ان معظم الحوادث في أماكن التجمعات تحدث نتيجة لسوء تقدير الأمور أو إهمال من المسؤولين وعدم اتباع وسائل السلامة وقد تكون تلك الحوادث في اغلب الأحيان مؤلمة وفادحة الخسارة.. وتعتبر الحرائق والانفجارات والصدمات الكهربائية والحروق والسقوط من أكثر الحوادث شيوعا في كل مركز سكاني، ولتفادي تلك الأخطار، لابد من فحص المواد والمعدات المستخدمة في المبنى، واتباع تعليمات الشركة المصنعة فيما يتعلق باستعمالها وصيانتها، وفحص التركيبات الكهربائية بصورة دورية لاكتشاف أي تلف. أخيرا أرى إهمالا أرجو ألا يكون متعمدا للحالة البيئية، فلا الدفاع المدني يراقب ويفحص، ولا المرور يتصرّف بحل لذاك التجمع غير المسؤول أمام وحول المساجد خصوصا أيام الجُمع. الأسبوع الماضي شهدتُ نزاعا أدى إلى التماسك بالأيدي بين أصحاب مركبات حول مسجد جامع، فأين أجر صلاتهم؟! لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :