* منذ فترةٍ وفي المنتدياتِ الاجتماعيةِ وفي وسائلِ الإعلامِ حديثةً وتقليديةً تُثارُ أسئلةٌ وانتقاداتٌ تجاه الأستاذِ الجامعيِّ في مستواه المعرفيِّ وقدراتِه العلميةِ ومشاركاتِه الاجتماعيةِ وإنجازاتِه البحثيَّةِ ومعظمُ تلك الأسئلةِ والانتقاداتِ سلبيةٌ..!؟ * هكذا حال طبيعيٌ في ظلِّ قاعدةِ حق الجميعِ في الرأي... وفي مجتمعنا تحديداً حقٌ وطبيعيٌّ لرؤية المجتمعِ لأستاذِ الجامعةِ النظرية التي تضعُه في مكانٍ مميزٍ بين النخبةِ الفكريةِ.. * وحين الاقتراب أكثر من هكذا رؤية وفي محاولةِ فهمِها وتحليلِ مضامينِها وبُناها.. يتضحُّ أنها ذاتُ شقين أولهما قريبٌ من الصحة والآخر غيرُ واقعيٍّ إطلاقاً فالقريبُ من الصحة سببُه أستاذُ الجامعةِ ذاتُه فالبعضُ من أساتذةِ الجامعةِ وبكل أسىً لا يعرفون القيمةَ الحقيقيةَ لكونِهم أساتذةَ جامعةٍ فالتزامُهم المهنيُّ ضعيفٌ وأداؤهم العلميُّ سطحيٌّ ومشاركاتُهم المجتمعيةُ معدومةٌ وتطويرُ ذواتِهم علمياً وتقنياً وتجديداً ملغيٌ كليةً ومعرفتُهم بلغاتٍ أخرى صفر وهؤلاءِ يسيئون كثيراً للصورةِ الحقيقيةِ لأستاذِ الجامعة. * أما الجانبُ غيرُ الواقعي المطلق فمنبعُه رؤيةٌ مجتمعيةٌ قاصرةٌ لأداءِ الأستاذِ الجامعيِّ فمعاهدُنا وكلياتُنا وجامعاتُنا الأكاديمية تزخرُ بالعلماءِ البارزين في كلِّ المجالاتِ العلميةِ والإنسانيةِ وثنايا وأروقةُ ومختبراتُ ومراكزُ البحثِ في الجامعاتِ مكدَّسةٌ بأبحاثِهم العلميةِ الرصينةِ غيرَ أن استفادةَ مؤسساتِ المجتمعِ منها معدومةٌ لأسبابٍ منها عدمُ مبادرةِ الجامعاتِ وقلةُ إقبالِ المؤسساتِ المجتمعيةِ المعنيةِ وهو ما يسلبُ المجتمعَ ومؤسساتِه رؤىً وطروحاتٍ تقدميةً تساهمُ في تطويرِه وتنميتِه بطرقٍ علميةٍ سليمةٍ * والمطلوبُ وبحتميةٍ متناهيةٍ اقترابُ كلٍّ من الجامعاتِ ومؤسساتِ المجتمعِ بعضَها البعضَ بحيثُ تتحوَّلُ الجامعاتُ إلى مراكزِ إمدادٍ حقيقيٍّ لتنميةِ المجتمعِ وتطويرِه بكوادرِها المؤهلةِ وأبحاثِها العلميةِ المميزةِ وتصبحُ مؤسساتُنا المجتمعيةُ حكوميةً وأهليةً واثقةَ الخُطى في مسيرتِها التطويريةِ باستنادِ خططِها وبرامجِها إلى أفكارٍ علميةٍ ممنهجةٍ وثابتةٍ. وبغير ذلك سيبقى الجدالُ كما هو حائراً وغيرَ واضحِ المعالمِ. aalorabi@hotmail.com
مشاركة :