التكنولوجيا الحيوية والابتكارات الجديدة «1 من 2»

  • 6/7/2022
  • 23:30
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعادت جائحة كوفيد - 19 تشكيل الاتجاهات المتعلقة بالصحة العامة والسياسة المالية ودور الدولة في الاقتصاد. لقد أدت المطالبات بمزيد من المرونة والصلابة فيما يتعلق بسلسلة التوريد والاستقلالية الاستراتيجية في تطوير الأدوية وإنتاجها، إلى ظهور مفهوم "سيادة علوم الحياة". لقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على سبيل المثال، خطة طموحة تدعو فرنسا إلى إنتاج ما لا يقل عن 20 علاجا حيويا بحلول عام 2030، ومع وجود تمويل من بنك الاستثمار العام الفرنسي، فإن مبادرة حكومته "لا فرينش كير" تهدف إلى دعم قطاع التكنولوجيا الحيوية المحلي، وجعل فرنسا دولة رائدة في مجال الحمض النووي الريبي المرسال، وبالمثل فإن حكومات عديدة أخرى "وذلك من هولندا إلى المملكة المتحدة" تضاعف جهودها فيما يتعلق بقطاعات التكنولوجيا الحيوية فيها. إن هذا الاهتمام هو موضع ترحيب، لكن هل سيكون كافيا؟ كما أظهرت تجربة كوفيد، فإن تأمين الموافقات لعدد قليل من اللقاحات والأدوية يتطلب المئات من التجارب السريرية لمركبات قديمة وجديدة، علما بأن عديدا منها قد فشل. إن الابتكار الطبي مكلف والتكاليف والمخاطر المرتبطة به عادة ما تتم إساءة فهمها من قبل صناع السياسات والمواطنين العاديين على حد سواء. لو تأملنا موضوع علاجات تداخل الحمض النووي الريبي، وهي فئة جديدة من الأدوية تستهدف الأسباب الجينية للمرض وتستخدم الحمض النووي الريبي المتداخل الصغير "سيرنا" لإيقاف البروتينات الضارة من مصدرها لوجدنا أن تلك العلاجات لديها إمكانات غير محدودة تقريبا لكن الرحلة من الإمكانية العلمية إلى الفرصة الحقيقية للمرضى كانت طويلة جدا. وأطلق اكتشاف تركيبة ووظيفة الحمض النووي في خمسينيات القرن الماضي جهودا بحثية مستدامة لفهم الآليات الحيوية التي تعكس عملية التعبير الجيني. وبنى أندرو فاير وكريج ميلو على تلك الاختراقات عندما اكتشفا تداخل الحمض النووي الريبي أو إسكات الجينات عام 1998 التي بسببها حصلوا على جائزة نوبل عام 2006. ونتج عن اكتشاف فاير وميلو اهتماما واسعا باحتمالية استخدام الحمض النووي الريبي المتداخل الصغير كنوع جديد من العلاجات. لقد استثمرت شركات الأدوية بشكل مكثف في هذا المجال الجديد من الأبحاث، لكنها سرعان ما واجهت تحديات تقنية في تحويل تقنية الحمض النووي الريبي المتداخل إلى علاجات. لقد كانت إحدى أبرز المشكلات هي كيفية إيصال الحمض النووي الريبي المتداخل الصغير إلى المكان الصحيح من الجسم البشري، وذلك حتى يعمل بشكل فعال "أي العضو البشري الذي تم فيه اكتشاف الجين". لقد أدت الصعوبات المتعلقة بهذا المجال غير المعروف، إلى فقدان الأمل لدى عديد من الباحثين والشركات. وبحلول بداية العقد الماضي، قام معظم شركات الأدوية بإنهاء استثماراتها في التقنية برمتها وفقط بضع شركات، بما في ذلك شركتنا النيلام، حافظت على التزامها وفي نهاية المطاف تم حل مشكلة التوصيل من خلال الجسيمات النانوية الدهنية التي تحمل الحمض النووي الريبي المتداخل. توجد حاليا أربعة علاجات باستخدام الحمض النووي الريبي المتداخل تم اعتمادها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية، كما يتم استخدام الجسيمات النانوية الدهنية في لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال لكوفيد - 19. لكن من المهم أن نتذكر أن شركة النيلام استغرقت 20 عاما، ونحو 7.5 مليار دولار، للوصول إلى هذه النقطة... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2022.

مشاركة :