وفازت المرأة بالانتخابات.. - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 12/19/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مبروك لكل سيدة فازت ولكل سيدة انتخبت.. والتهنئة للوطن بعمومه.. والتهنئة لكل رجل فاز بالانتخابات البلدية. دخلت المرأة السعودية الانتخابات للمجالس البلدية للمرة الاولى هذا العام مرشحة ومنتخبة ففازت عشرون سيدة سعودية بأصوات الناخبين والناخبات.. يوم الثاني عشر من ديسمبر هذا العام يوم تاريخي في حياة الأمة السعودية رجالا ونساء.. التاريخ سيسجل أن المرأة في أول مشاركة لها في الانتخاب والترشيح فازت في غير مدينة سعودية.. للتاريخ فهذه هي التجربة الانتخابية الثالثة في السعودية الأولى كانت عام 2005 والثانية 2011 والثالثة هذا العام وهي المرة الأولى للنساء وفازت عشرون سيدة.. هل يمكن اعتبار ذلك مؤشرا لتحولات اجتماعية وثقافية تجاه المرأة بمعنى أن نظرة المجتمع للمرأة السعودية تغيرت وبات يرى فيها شريكا فاعلا في البرنامج التنموي.. المرأة اليوم امامها فرصة لاثبات جدارتها ليس لإنجاح نفسها فقط بل وللمشاركة في التجربة الديموقراطية السعودية التي فتحت باب الانتخاب للمجالس البلدية لان قدرة هؤلاء رجالا ونساء في الارتقاء بمستوى عمل المجالس البلدية لتحقيق بعد آخر في التنمية المحلية من خلال الاحياء والارتقاء بمستوى خدماتها لاشباع احتياجات الأسرة بعمومها. فوز المرأة بالانتخابات البلدية انتصار للقرار السياسي الذي جاء في مرحلة مهمة للمجتمع السعودي وتأكيد على أن القرار لم يكن نتيجة ضغوط خارجية كما زعم البعض بل جاء نتيجة نضج مجتمعي وقناعة صانع القرار السياسي بضرورة مشاركة المرأة السعودية في برامج التنمية المحلية خاصة بعد التعديلات المهمة على طبيعة عمل المجالس البلدية واتساع مساحة عملها ورفع سقفها بموافقة ملكية فهم شركاء في التخطيط ورصد الميزانية والمراقبة والاقتراح والمتابعة.. فوز المرأة هذا العام يمثل خطوة مهمة في حضورها في فضاءات العمل وأيضا نتوقع منهن أن يعملن على تكريس اندماج الأسرة والتعايش الاجتماعي بين كافة عناصر المجتمع وأن لا يقعن تحت سيطرة الخطاب التقليدي النمطي دون تمعن وادراك لما يتفق مع الرؤية الاسلامية بثوابتها وما يخضع للأعراف الاجتماعية والعادات والتقاليد التي باتت تهيمن بظلالها على الكثير من المواقف والقرارات واحيانا تنفيذ الأنظمة يقع تحت تأثير تلك الأعراف خاصة في الشأن النسائي نجاحهن وترشيح المجتمع لهن يعني أن المجتمع يريد اندماج المرأة في المشروع التنموي كعضو فاعل ومنتج لثقته في قدرتها على خلق التوازن داخل المجتمع.. وان يكون دورها الرقابي عالي المسؤولية مع المشاركة في التخطيط للمشروعات البلدية بروح وطنية تؤمن أن الوطن للجميع وأن التعايش تصنعه المشروعات الناجحة وليس اقصاء بعضه عن بعضه. المطلوب في هذه المرحلة رفع حالة التعايش الاجتماعي وإعادة التداخل بين افراد العائلة لا نريد حديقة للرجال واخرى للنساء لا نريد ان يذهب ابناؤنا للترفيه خارج المدن فتكون الاستراحات ملتقى لهم ونحن نستطيع احتواءهم في برامج ترفيهية وتثقيفية وتطوعية ترتقي بهم ويرتقي معهم المجتمع.. نريد أن تكون المجالس البلدية المنفذ الأقوى للمرأة في بناء مدن ترتقي فيها ثقافة الأنسنة بعد أن ضاقت بنا مبانيها الاسمنتية وثقافة تخشى من بعضه على بعضه..لا نريد صورة من مجتمع غريب نريد أن نستعيد عفوية وبساطة الانسان السعودي ايام اجدادنا بعد أن غلفتنا فترة الصحوة بثقافة التشكيك والإقصاء بين مكوناته البشرية. لمراسلة الكاتب: halmanee@alriyadh.net

مشاركة :