اعتدنا من واقع ثقافتنا الاجتماعية وموروثنا الشعبي ان نمتدح المرأة المكافحة او الناجحة او الذكية بأنها عن عشرة رجال او انها رجل.. وحين نريد ان نقدح برجل ومن نفس الموروث نقول عنه (حرمة) او نشبهه بالنساء.. المشهد الاجتماعي اليوم رغم انه حطم عمليا تلك المقولة حيث باتت كثير من النساء تفوق كثيرا من الرجال الا انها مقولة مازالت تستخدم لنفس المعنى والمقصد رغم ان واقع المشهد الاجتماعي والحراك الاقتصادي عند الكثير من السيدات يؤكد ان الكثير من النساء اصبحت الواحدة منهن بالف امرأة.. نعم فكم من منزل قام على سواعد تلك النساء واصبح الكثير من الرجال ضيوف شرف في بيوتهم. ومن منطلق تزايد الحراك الاقتصادي عند النساء أتمنى من وزارة العمل الاسراع في السماح للنساء بفتح مطاعم ونواد نسائية وان لايتم تعقيد النساء الراغبات في الاستثمار بشروط تعجيزية او تنوع في قنوات المرور حتى يرى المشروع النور.. بمعنى ان يتم التعامل معه بنفس الكيفية التي يتم التعامل فيها مع المشروع الرجالي.. حين تريد المرأة افتتاح مشروع مشغل نجدها تمر بكل المؤسسات الحكومية.. لابد ان توافق وزارة العمل والامانة والمؤسسة الفنية وهيئة الامر بالمعروف.. وربما جيران المشغل. بينما لو اراد رجل افتتاح محل حلاقه او حتى مساج فعليه فقط ان يمرر مشروعه لجهة واحد.. او بالكثير مؤسستين ثم تتم الموافقة.. وهذا هو الاسلوب الصحيح حيث ضرورة التقليل من البيروقراطية والتعامل مع المشروع وفق رؤية عامة تخضع للقانون والنظام بأبعاده الصحية والامنية والاقتصادية وليس نوع المستثمر. نتطلع لسرعة البت في السماح للنساء بافتتاح المطاعم والنوادي الرياضية وغيرهما من الخدمات ذات المساس بالمرأة والعائلة.. ولعل ذلك سيحد من توسع تجارة الطبخ في المنازل فهي وان قضت على الكثير من البطالة وايضا رفعت مستوى الكثير من الاسر اقتصاديا الا انها غير نظامية وقد يترتب عليها الكثير من المخاطر الصحية للعميل وايضا مخاطر السلامة للسيدات اللاتي حولن منازلهن لمطابخ باجتهادات لا تأخذ مبدأ الامن والسلامة في اعتبارها. لايعني ذلك منعهن بل لابد من التنظيم بحيث لاتقوم تلك النساء بممارسة العمل الا بعد اخذ تصريح طبيب بسلامة القائمات على الطبخ مع مراعاة شروط السلامة لصالحهن.. المرأة السعودية اليوم ليست هي امرأة الامس هي اليوم تقوم بالعمل ليس لاثبات ذاتها فقط بل لتحمل الكثير من مسؤولياتها الاسرية مع ابنائها او والديها.. اي ان العمل للمرأة لم يعد ترفا او رغبة في الخروج من المنزل بل بات ذا عمق اقتصادي وتلك حقيقة يدركها الجميع ويتعامل معها البعض.. وإن كانت متزوجة فدخل الزوج لا يكفي في الغالب لمتطلبات الاسرة خاصة ذوي الدخول المتوسطة من الموظفين والموظفات.. ما يعني معه ضرورة التوسع في فتح مجالات عمل المرأة في القطاعين العام والاهلي.. تلك المطاعم لن تكون ترفيها للنساء خاصة مع غياب مؤسسات الترفيه في بلادنا بل ستكون مصدر رزق للكثير ممن سيعملن فيها ما يعني معه انها ستكون ذراعا أخرى للقضاء على البطالة بين النساء. ولعل ذلك يجعلنا ايضا نطالب بفتح دبلومات للتربية الرياضية في مؤسسات التعليم الفني والمهني وفي الجامعات في اقسامها النسائية وذلك لتأهيل فتياتنا لهذا النوع من العمل.
مشاركة :