إشكاليتنا مع المرأة.. - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 9/7/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لا نحتاج للكثير من المعادلات الرياضية.. ولانحتاج لقارئة الفنجان لنتعرف على واقع وليس مستقبل علاقتنا مع المرأة ولا نحتاج لمفسر احلام .. والمؤكد ان المبدعين في التفاعلات الكيميائية لن يصلوا لمعادلة تكشف عن اشكالية علاقة المجتمع مع المرأة.. وطبعا اختصاصيو الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع والمعالجون النفسيون بكل ادواتهم التحليلية ونظرياتهم الاجتماعية والسيكيولوجية.. لن يصلوا لعمق تلك العلاقة فهي مغموسة بعمق التناقض وتشكل محورا دائما في اي خطاب ومع ذلك فهي غائبة عن صلب الاجراء العملي.. نؤكد حقوقهاالشرعية في كل خطاباتنا الدينية والاجتماعية والتنظيمية الادارية.. ثم ننفض انفسنا من آثار تلك الخطابات ونعود لاقصاء المرأة بتعليقها لا زوجة ولا مطلقة.. ونحرمها من الإرث وفي الوقت نفسه نقلص فرصها في العمل.. وإن اتحنا لها فرصة العمل رميناها في بحاره دون تدريب وطلبنا منها النجاح.. وإن ثابرت وتحدت اشكالية علاقتنا بها بحثنا عن منافذ لنغلق عنها اكسجين حق الحياة الطبيعية.. أتاحوا لها فرصة العمل كاشير في السوبر ماركت ثم حاصرناها بكل اشكال المعوقات.. لا تدريب مناسب ولا محفزات معنوية بل منعنا عنها المساعد الخاص بتعبئة المشتريات ووضعها في الاكياس.. الخدمات الذاتية فقط للمرأة انها جزء من اشكالية علاقتنا بالمرأة.. لا نختلف من منظور شرعي على تحريم خلوة الرجل بالمرأة ومع ذلك نسمح لها ان تقضي اكثر من ربع يومها مع سائقها الخاص في مشاوير لعملها او للمستشفى او لايصال صغارها للمدرسة او زيارة اسرتها واسرة زوجها.. وقضاء احتياجات المنزل خاصة مع تزايد مشاغل بعض الرجال بين سفر للراحة واستراحة للترفيه وعمل يمول تلك المشاغل.. وتنوع اشكالية الاقصاء يبلغ درجة من الغرابة حين تذهب سيدة طالبة الطلاق من زوجها الذي اختلس اموالها وباع منزلها الذي صرفت عليه كل اموالها التي اكتسبتها من عملها ثم يعطيها القاضي ذلك الحق خلعا لتدفع لسارقها مالها مرة اخرى ولكن تحت مظلة قانونية..! ألم اقل لكم انها اشكالية لعلاقة غريبة لمجتمعنا مع المرأة... فهي في خطابنا الديني تلك الدرة المكنونة وفي خطابنا الاجتماعي هي نصف المجتمع .. وفي خطابنا من مناطق اللاوعي والتي توجه افعالنا هي بوابة الفساد ومنبع القلق على اخلاق الرجال عموما.. إشكالية علاقتنا بالمرأة تتنوع بتنوع مواقعها في حياتنا فهي تستحق التقدير عند بعض الرجال يوم 25 من الشهر..! ويمكن التخلي بمجرد غروب شمسه.. وهي لا تصبح جميلة ورائعة الا بعد طلاقها مختتمين معلقة المديح بأنها مشكلجية مبررين سبب طلاقها ووجاهة موقف الرجل.. المفارقات الغريبة في علاقتنا بالمراة لا تقف عند حدود فنحن نحاسبها عن غفلتها عن ابنائها في حال انحراف احدهم... وفي الوقت نفسه نعطي لهؤلاء الابناء حق ولايتها في كل شأنها فهي لا تستطيع اخراج جوازها ولكن ابنها يستطيع فعل ذلك لها حتى وإن هي من قامت بتسديد رسومها ورسومه وربما رسوم ابيه.. وتتباهى إشكالية العلاقة المجتمعية بالمرأة في عز تناقضاتها بعلو صوتنا بتنويع مصادر استقدام السائقين من كل بقاع العالم وديانات مختلفة لخدمتها وابنائها وقذفها لمزاً وهمزاً إن اضطرت للاستعانة بجارها المسلم الذي اوصانا به رسول السلام خيرا للذهاب بصغيرها لقسم الطوارئ..

مشاركة :