الموجة القادمة | إبراهيم محمد باداود

  • 11/3/2016
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى بعض الدول عند انخفاض إيراداتها وانحسار مصادر الدخل لديها وارتفاع الديون والعجز السنوي في ميزانيتها إلى العمل على إيجاد مصادر دخل جديدة، وتعتبر الضريبة من الأمور التي تمكَّنت من فرض موقعها على الساحة الاقتصادية للعديد من دول حول العالم، فهي عبارة عن جزء من الأموال التي يلتزم بها المواطنون والمؤسسات والشركات لدفعها للسلطات، وذلك بهدف تحقيق النفع العام للمجتمع، وتعمد بعض الدول على فرض أنواع مختلفة من الضرائب مثل الضرائب المباشرة، ومنها ضرائب تُفرض على رأس المال أو الأرباح التجارية والصناعية، أو الدخل الفردي، أو المرتبات والمهن الحرة، أو الضرائب العقارية، أو ضريبة التضامن الاجتماعي، وهناك ضرائب على شركات الأموال، كما توجد ضرائب على القروض وضرائب على المقيمين في الخارج، وغيرها من الضرائب المختلفة. في الأسبوع الماضي أعلن وزير المالية السابق الدكتور إبراهيم العساف أنه سيتم وضع اللمسات الأخيرة على إقرار ضريبة القيمة المضافة VTA خلال اجتماع وزراء المالية بدول مجلس التعاون بالرياض، وسيبدأ تطبيقها أوائل عام 2018م، وهي الضريبة التي سبق الإعلان عنها خلال تدشين برنامج التحول الوطني 2020، ويُؤكِّد الاقتصاديون بأن هذه الضريبة والتي تُطبَّق في قرابة 150 دولة حول العالم، سيكون لها أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي، إذ إنها ستُحدِّد إجمالي الناتج المحلي الخاص بكل دقة، وتكشف التستُّر، وتحد من انتشار الاقتصاد الخفي، الذي يُكلِّف اقتصادنا الرسمي أكثر من 500 مليار ريال سنويًا، فيما أفادت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) أن تطبيق القيمة المضافة في المملكة بنسبة من 3 - 5% يمكن أن يرفع الإيرادات بمعدل 1 - 1.6% من الناتج المحلي بإيرادات تصل بين 22 مليار ريال إلى 35.2 مليار ريال. قد تكون الضرائب هي الموجة القادمة من القرارات الاقتصادية الهامة، أو قد تكون غيرها من القرارات لها تأثير بشكلٍ أو بآخر على دخل المواطن والمقيم، وهذا يتطلب أن تكون هناك حملة توعية وتهيئة وتوضيح مُبكِّرة لمثل تلك القرارات، بحيث يتمكَّن الفرد من إعادة ترتيب أوراقه، ولا يتفاجأ بأن هناك تأثيرًا مباشرًا على دخله دون أن يكون مهيأً له. المواطن شريك أساسي في تحقيق الرؤية المستقبلية، ولكي تحقق تلك الشراكة أهدافها ويكون لها آثارها الإيجابية، تتطلب أن يكون المواطن على علم ودراية وفهم بما سيصدر من قرارات حتى يُؤقلم نفسه ويُهيئها، لكي لا يكون لها تأثير سلبي على الفرد والمجتمع. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :