الشعوب الخليجية والتطلعات الكبيرة | د. محمد سالم الغامدي

  • 12/14/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قبل اعلان الكويت في ختام أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لدول المجلس المنعقد قبل أيام كانت الشعوب العربية بصفة عامة والخليجية بصفة خاصة تنتظر المزيد من القرارات المفصلية والمصيرية في المسيرة التنموية للمنطقة الخليجية والعربية على حد سواء ،كون هذا الاجتماع لقادة المجلس يعقد في مرحلة يتسم فيها الوضع بعدم الاستقرار وبروز الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى القادمة من مختلف الاتجاهات مما يستوجب أن تعد دول المجلس العدة لمواجهتها بما يحفظ لها أمنها واستقرارها على المديين القصير والبعيدوخاصة لو وضعنا في الاعتبار مرور اربعة وثلاثين عاماً من التلاقي حول طاولة المجلس التي كانت كفيلة بإحداث الشئ الكثير من حالات الاندماج السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي تتطلع اليها شعوب المنطقة لتكون في موقع القوة الواحدة المتماسكة باتجاه هدف واحد لمواجهة تحديات مصيرية تواجه المنطقة برمتها أصبحت أشد وضوحاً وخاصة فيما يتعلق بالأطماع الخارجية القريبة والبعيدة التي أصبحت مكشوفة للقاصي والداني بل انها أصبحت معلنة بصورة مباشرة.. وفي مقابل ذلك الخضم المتلاطم من التحديات نجد أن بعض المواقف السياسية الخليجية السابقة واللاحقة لا تعكس الواقع الذي تعيشه المنطقة من سخونة في الأحداث تماماً فالشعوب الخليجية كانت تتطلع الى بروز المزيد من القرارات المفصلية كبروز محددات مرحلة الاتحاد التي بادر بالدعوة اليها خادم الحرمين الشريفين في اللقاء الثالث والثلاثين ووجدت المبادرة حينها الكثير من القبول والتشجيع العربي والخليجي وكانت الشعوب الخليجية أيضاً تتطلع الى مجالس خليجية للتعليم والصحة والاقتصاد تستطيع من خلالها تلك المجالس بناء القاعدة المستقبلية المتينة لذلك الاتحاد المنتظر ،كما أن الشعوب الخليجية كانت تنتظر موقفاً موحداً واضح المعالم من الاحداث الجارية حول المنطقة الخليجية كما تنتظر الكثير من عمليات الإصلاح الإداري لبعض المؤسسات بما يضمن ويحقق لها ذلك التكامل ،وكانت تنتظر بشغف أخباراً مفرحة واضحة المعالم والاتجاهات عن السوق الخليجية المشتركة وللعملة الخليجية الموحدة حتى لا تعود في العام المقبل تنتظر ذلك التكرار حول ذلك السوق المنتظر والعملة الموحدة وكافة مناحي ومسارات الاتحاد المنتظر.. وكم أتمنى ان يسود لقاءات المجلس المزيد من الصراحة والوضوح ، مع التجرد من بعض القناعات التي لا تلبي رغبات الشعوب ..فالمستقبل يوحي بالشئ الكثير من العواصف التي تستوجب التجرد من الهم الخاص باتجاه الهم العام الذي يبني مجداً لشعوب الأمة وخاصة ان عالمنا اليوم أصبح يعيش مرحلة التكتلات السياسية والاقتصادية التي تستوجب القيام بالمثل لمواكبتها.. وكم أتمنى من دول المجلس ان تحلق بتطلعاتها الى الآفاق العليا حتى تكون الصورة أكثر وضوحاً وشمولاً ،بما يلبي ما تصبو اليه الشعوب الخليجية،ويقيني أن هذا هو ما تتطلبه هذه المرحلة الهامة جداً التي يستوجب فيها التخلي عن بعض القناعات المتقادمة التي أراها حتماً ستذوب في معمعة تلك التحديات التي قد تضع المنطقة في معمعة العاصفة لا سمح الله . والله من وراء القصد. Msog33@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :