أجمعت ردود الفعل داخل العراق وخارجه على أهمية الخطوة التي اتخذها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بمطالبته أنصاره بالانسحاب من أمام البرلمان والمنطقة الخضراء خلال 60 دقيقة. وأثنى حلفاء الصدر وخصومه على الموقف الصارم الذي اتخذه، باستثناء زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، الذي أصدر بياناً أعقب كلمة زعيم التيار الصدري من عدة نقاط، جاء فيه إن القوة لا يمكنها أن تفرض واقعاً سياسياً يكره الآخرين على المضي وفق بوصلتها، وأن من يشعل الحرب ليس هو من يوقفها أو يتحكم بمساراتها، كما ليس هو من يجني ثمارها، بل إن هناك مؤثرات داخلية وخارجية هي من تبدأ بتحريك المشهد الدموي أو توقفه. وشكر المالكي «الحشد الشعبي»، و«التزامه وانضباطه وعدم تعامله بانفعال مع الأزمات»، كما شكر أفراد القوات المسلحة «الذين أبدوا انضباطاً كبيراً وصبراً رائعاً وهم يواجهون الرصاص المنفلت والصواريخ». على النقيض من ذلك، ثمّن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خطوة الصدر، واصفاً إياها بأنها «تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي». وقال الكاظمي، في تغريدة له، إن «كلمة سماحته تحمل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات». من جانبه، رحب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان برزاني، بخطوة الصدر، وقال في تغريدة له، «نرحب بموقف سماحة السيد مقتدى الصدر، ومطالبته بإنهاء التوترات وسحب أنصاره من المنطقة الخضراء، ونؤيد موقفه الوطني المسؤول، راجين أن يعم الأمان والاستقرار البلد». وأضاف: «نكرر دعوتنا لكل القوى والأطراف للحوار من أجل حل المشاكل وإنقاذ العراق من هذا الوضع الصعب». من جهته، ثمن رئيس «تحالف الفتح» هادي العامري، خطوة الصدر، وقال في بيان له إن «مبادرة السيد مقتدى الصدر بوضع نهاية للعنف مبادرة شجاعة وتستحق التقدير والثناء، وجاءت في لحظة حرجة يراهن فيها الأعداء على توسيع حالة الاقتتال بين الأخوة». وأضاف: «نؤيد بقوة ما جاء في هذه المبادرة، وندعو الجميع إلى حذو السيد مقتدى الصدر بخطوات مماثلة لحقن الدماء وقطع دابر الفتنة». كما شكر رئيس «تحالف السيادة» خميس الخنجر، موقف الصدر الأخير، عاداً إياه بالخطاب التاريخي لوئد الفتنة، وجاء في تغريدة له أن «على القوى الوطنية أن تباشر بصياغة مرحلة جديدة، تؤسس لانتخابات مبكرة بعد أن ينهي مجلس النواب القوانين اللازمة كقانون الانتخابات وقانون الموازنة». وثمّن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من جانبه، دعوة الصدر لوقف العنف في العراق، مطالباً الجميع بالتجاوب معها. وكتب على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «أثمن دعوة السيد مقتدى الصدر لوقف العنف. أطالب الجميع لمصلحة العراق بالتجاوب معها والعودة بالأمور عن حافة الهاوية». كما رحبت بعثة الأمم المتحدة بالعراق، الثلاثاء، بقرار رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، سحب المتظاهرين من المنطقة الخضراء. وقالت البعثة، في تغريدة لها، إنها «ترحب بالإعلان المعتدل الأخير للسيد مقتدى الصدر. وكما قلنا بالأمس: ضبط النفس والتهدئة ضروريان لكي يسود صوت العقل». وكانت وزارة الخارجية السعودية قالت، من جهتها، إنها تتابع ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث الجارية في العراق، معربةً عن أسفها لما آلت إليه التطورات من سقوط عددٍ من الضحايا وإصابة آخرين. وأعربت عن قلقها داعية جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى الوقوف صفاً واحداً للحفاظ على مقدرات ومكتسبات العراق وشعبه، وأكدت دعمها كافة الجهود الرامية إلى تجنيب العراق وشعبه الشقيق ويلات الانقسام والصراع الداخلي. كما حثت جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى اللجوء للحلول السلمية لمعالجة مطالب الشعب العراقي الشقيق، بما يضمن الأمن والاستقرار والازدهار للبلاد وشعبها. بدورها، أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، أن عمان تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الجارية في جمهورية العراق. وأعربت، في بيان، عن أملها أن يتجاوز الأشقاء في العراق هذه الأزمة عبر الحوار الوطني، حمايةً لأمن العراق واستقراره ومكتسباته وسلامة مواطنيه ومصالحهم. وشددت الوزارة على تضامن المملكة المطلق مع العراق الشقيق وجهوده لحماية أمنه واستقراره اللذين يشكلان ركيزة لأمن واستقرار المنطقة. وعبرت وزارة الخارجية البحرينية عن بالغ قلق المنامة وأسفها إزاء تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق. ودعت جميع القوى والأطراف السياسية العراقية إلى وقف التصعيد وضبط النفس وتغليب الحكمة والمصلحة الوطنية العليا، والمشاركة الفاعلة في حوار وطني شامل وجامع، بما يسهم في تجاوز الأزمة الراهنة، واستكمال المسار الدستوري والديمقراطي، وتلبية تطلعات الشعب العراقي الشقيق في الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والسلم الأهلي والتنمية المستدامة.
مشاركة :