د. شريف عرفة يكتب: فلسفة كبر السن

  • 10/8/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قد يجد الإنسان صعوبة في تقبل فكرة التقاعد.. أو أن مهامه الوظيفية التي وهب لها جل حياته لم تعد موجودة، ما يسبب للبعض اضطراباً وضيقاً وخللاً في نظام حياتهم الذي اعتادوا لعقود.. فبعد انتهاء مسؤولياتك القديمة.. ما الذي تفعله خلال يومك؟ دراسة شيقة حاولت إجابة هذا السؤال.. نشرت في «جورنال أوف إيدجينج ستاديز».. حيث أجرى الباحثون حوارات مع كبار سن، ليعرفوا الطرق التي ينظمون بها حياتهم.. فوجدوا أنها غالباً ما تعتمد على واحدة أو أكثر من هذه الطرق الثلاثة.. النوع الأول: الانشغال أي الحفاظ على روتين الحياة الذي كان في الماضي. يريد الشعور بأن لا زال لديه مسؤوليات عليه أن ينجزها.. يريد الإحساس بأنه منتج وله دور.. مثال: مهندس تقاعد، فبحث عن وظيفة بدون أجر ليستمر في العمل - طبيبة تقاعدت، ففتحت عيادة لا تعمل ليستمر شعورها بالعمل - امرأة تزوج أبناؤها فانخرطت في أنشطة تطوعية - محاسب تقاعد فقرر مساعدة أحفاده في دروس الحساب... إلخ. لكن المشكلة أن بعض الأشياء لا تستمر، والتمسك بصورة ذاتية قديمة حان أوان تطويرها! النوع الثاني: ملء الفراغ هذا الشخص يشعر بالفراغ بعد انتهاء مهامه القديمة. لذلك يحاول الانخراط في أنشطة هدفها الوحيد هو التسلية وملء وقت الفراغ كهدف في حد ذاته. إنها الصورة المثالية لبعض الناس للمتقاعد الجالس أمام البحر يشرب عصير الأناناس في كأس بمظلة.. مثال: مشاهدة التلفاز بشكل عشوائي - مواقع التواصل... إلخ. لكن المشكلة أن هذا لا يحمي المرء من الشعور بانعدام قيمة ما يفعل، وافتقاد الأيام الخوالي! النوع الثالث: استحضار الماضي في الحاضر هذا الشخص يستغل وقت الفراغ في إحياء اهتماماته القديمة، التي تتسق مع قيمه وما يعتقد أنه مهم.. لا بدافع الحفاظ على ذات الروتين القديم بمسؤوليات مختلقَة أو تضييع الوقت كهدف في حد ذاته.. بل ممارسة ما يحبه المرء بالفعل، لكن الحياة شغلته عنه. وكأن الشخص يأخذ قطعة صغيرة من الماضي، يضعها في الزمن الحاضر.. مثال: ممارسة هواية قديمة توقف عنها، مجال يحب القراءة فيه، مهارة يحب ممارستها، هدف قديم لم يجد الوقت للقيام به مثل التطوع لعمل الخير أو تأليف كتاب... إلخ. أهمية هذا النوع، هو أنه يفتح الباب لاهتمامات جديدة ويساعد في تطوير الهوية الحالية! لا توجد طريقة صحيحة وأخرى خاطئة.. فالإنسان يوسع أدواته ويعدد من أساليبه، ليحاول مواجهة الحياة بالطريقة التي تلائم متغيراتها وتقلباتها… وتغيراته وتقلباته هو!

مشاركة :