حسن بن دحموش } تتألم جماهير أي نادٍ عندما ترى فريقها يخسر من مباراة إلى أخرى وتتناوب عليه الفرق لتسلب منه النقاط، في الوقت الذي قد تتبلد فيه مشاعر آخرين محسوبين على النادي، وربما كانوا هم السبب في تلك الخسائر وخذلان تلك الجماهير. جيل وراء جيل تعاقبوا على الانتماء والانتساب للنادي، وهذا ما يسبب انزعاج الجماهير ويتحكم في ردود أفعالها ما بين الإقبال والإحجام، أو الابتعاد كلياً عمن يمثلهم في مجال كرة القدم، وما يحز في النفس أن بعض الأهالي من سكان منطقة معينة يأخذون أبناءهم إلى مناطق أبعد بسبب عدم رضاهم عن الأسلوب الذي تنتهجه الإدارة في ديرتهم، والغريب أن هذا السلوك لا يسبب أي مشكلة أو أزمة عند النادي المعني. } انتقاد الجمهور عموماً يجب أن يكون بحساب، فحتى نعتب على إحجام الجمهور مثلاً علينا أن نسأل ماذا وفرنا له من خدمات وتسهيلات، وأحياناً من امتيازات، فالجمهور الذي يتكبد المشقة لمؤازرة فريقه، لا يود أن يجد مشكلة في انتظاره خصوصاً إذا أخذنا معنى المتعة في البال. } ويرتبط بالحضور الجماهيري معنى الإبداع عند اللاعبين، فاللاعب لن يبدع في غياب التشجيع، وإذا أبدع اللاعبون تتحسن النتائج، وتعود الفائدة بزيادة الإقبال الجماهيري مستقبلاً. } وأقولها بكل صراحة يجب أن يكون هدف جذب الجمهور هو الشغل الشاغل لإدارات الأندية إذا كانت تستهدف النجاح على كل الصعد، فالإدارة الناجحة هي التي يتمتع ناديها بأكبر قاعدة جماهيرية، وغني عن البيان أن الدوائر متصلة من داخل الملعب إلى خارجه، بمعنى أن الفريق يجب أن يكون قوياً منافساً ويتعاقد مع أفضل الأجانب والمواطنين في الوقت نفسه، وهذا المنطق يجب أن تدركه القيادات الرياضية وتحاسب عليه إدارات الأندية، لأن السكوت على الأخطاء يسبب النفور، فجماهير الإمارات ذواقة وعندما تجد ما يرضيها ويعجبها لن تنتظر دعوة أو تحفيزاً من أحد، ولن تجد أكثر منها عشقاً لأنديتها ولمنتخباتها. } والحديث عن أساليب جذب الجماهير لحضور المباريات يطول، فهناك اجتهادات كثيرة تمت على هذا الصعيد، ولكن من الواضح أنها ذهبت في اتجاه واحد يخص المواطنين فقط، فلا بد من دخول الجنسيات المقيمة في الحسبة لأنهم يشكلون النسبة الأكبر، ولنتفق على أن هناك مشكلة مزمنة تستوجب الانتباه لها ألا وهي عدم جدية القائمين على هذه المهمة وعدم المواظبة على طرح الأفكار والمبادرات الجديدة، وعليهم فقط أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن تحاسبهم الجماهير.
مشاركة :