يصاب الكثير من الأشخاص بمشكلة تشقق اللسان، حيث يظهر على سطح اللسان أو جوانبه وأطرافه بعض التشققات الواضحة، والتي تختلف في العمق والكثافة والانتشار في اللسان، ففي بعض الحالات يظهر التشقق بسيطاً وغير متعمق في عضلة اللسان، ويمكن قبوله وعدم ملاحظته من الآخرين إلا بالتدقيق، وهذه الحالة يمكن التعايش معها مع محاولة علاجها.هناك حالات يكون فيها التشقق عميقاً وقوياً، ورغم أن شكل اللسان يصبح مشوهاً ومخيفاً في هذه الحالة، إلا أن هذه الحالة غير خطرة على الشخص المصاب بهذه المشكلة، ولكن تزعج الكثير من المصابين بها، وخاصة إذا ظهرت لدى النساء، وتحاول السيدات المصابات بهذه الظاهرة أن تخفي لسانها عن المحيطين قدر الإمكان أو تبتعد عن الآخرين أثناء الحديث، ويمكن أن تهاجم هذه التشققات أحد الأشخاص فجأة دون سابق إنذار ولا يعرف السبب أو مصدر هذه التشوهات، ويلاحظ وجود أشكال لهذه التشققات، ويشعر الشخص بالخوف وأن الأمر يبدو خطيراً، والبعض يظن أن سبب ظهورها هو كثرة مضغ العلكة أو اللبان لفترات طويلة، ولكن هذا من الاعتقادات الخاطئة، لأن هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة سوف نذكرها بالتفاصيل في السطور القادمة. بقايا الطعامتتفرع من التشققات الرئيسية أخرى أصغر على سطح اللسان، وتصبح مشكلة كبيرة لدى الكثير من المصابين بهذه الظاهرة، خاصة في حالة التأثير في مخارج الكلام والنطق، كما تتراكم بقايا الأطعمة والمشروبات في هذه التشققات بصفة مستمرة، إذا لم يتم العناية الجيدة بنظافة اللسان في هذه الحالة، وتراكم الغذاء بهذا الشكل يؤدي إلى تحلله وتعفنه، وبالتالي حدوث التهابات وتقرحات وظهور أماكن حمراء باللسان بصفة مستمرة تسبب ألماً شديداً عند تناول الغذاء الذي يحتوى على البهارات والتوابل، إضافة إلى انبعاث روائح كريهة من الفم باستمرار، وهو ما يعرف ببخر الفم، وفي حالة نظافة هذه الشقوق تختفي هذه الروائح، وبالرغم من أن اللسان هو من أقوى عضلات الجسم، إلا أنه كأي عضو آخر معرض للمشاكل والضعف والإصابة وحدوث بعض الخلل نتيجة عدة أسباب، وحتى الآن لا يوجد علاج ناجع وفعال لهذه المشكلة الصحية، والحل هو اللجوء إلى النظافة الجيدة للسان والعناية به، واستخدام فرشاة الأسنان والمعجون بانتظام لتنظيف الأسنان واللسان، كما يجب الذهاب للطبيب في حالة وجود ورم باللسان، لأن في هذه الحالة يمكن أن يكون هناك سرطان أصاب اللسان.بعض الأمراض والاكتئابلا يوجد سبب واضح لحدوث مشكلة تشقق اللسان، ولكن يوجد الكثير من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة، ومنها مثلا أن تكون هذه التشققات عرضاً لأحد الأمراض الأخرى مثل مرض متلازمة داون والتي يحدث فيها تشقق في اللسان بنسبة 83% من إجمالي المصابين بهذا المرض، وأيضا تظهر التشققات عند الإصابة بمرض متلازمة ميلكرسون روزنثال، وأيضاً في حالة الإصابة باللسان الجغرافي، وفيه تظهر الشقوق نتيجة الحساسية من بعض الأغذية والتوابل، وفي بعض الحالات تظهر دون سبب واضح ولا يعرف العامل الرئيسي في ظهورها، وفي بعض الحالات يصاحب ظهورها التهابات وتقرحات مثل مرض اللسان الجغرافي او الحزار المنبسط، والبعض يرجع هذه التشققات إلى إصابة اللسان ببعض الصدمات المستمرة، مثل الاحتكاك القوي بالفرشاة، ويظهر ذلك واضحاً على جانبي اللسان، وأيضاً الاحتكاك بالأسنان المكسورة باستمرار يسبب حدوث تصدعات في اللسان، وهناك حالات شذوذ اللسان عن المواصفات الطبيعية، مثل اللسان المشعر واللسان الجغرافي، كما أن التحدث أثناء الطعام يمكن أن يكون مسبباً، كما أن بعض الضغوط النفسية تقود لحدوث هذه المشكلة الصحية، مثل التعرض لمرض الاكتئاب والتوتر والقلق والعصبية الزائدة والإجهاد العصبي والبدني.التهابات اللثة والمياهالتهابات اللثة المتكررة من أكبر عوامل حدوث هذه الظاهرة، والإكثار من تناول الغذاء الحار، وظاهرة طحن الأسنان والعدوى الفطرية التي تسبب تشققات وقروحاً وبقعاً بيض في اللسان والفم واللثة، والإصابة بمرض فقر الدم بسبب نقص الحديد وفيتامين «ب12»، ووجود نقص كبير في أنواع معينة من المعادن والفيتامينات بالجسم تقود للإصابة بهذه المشكلة، كما أن ظاهرة تسوس الأسنان لها دخل في حدوث هذه الحالة، وبعض الدراسات أكدت أن قلة شرب المياه وضعف الكميات المطلوبة من السوائل أثناء الحر يعرض اللسان للجفاف والإصابة بالتشققات، بل إن البعض أرجع الأسباب إلى الحساسية من المواد التي تستخدم في تنظيف الفم والأسنان، مثل معجون الأسنان ومعطرات الفم وأنواع معينة من غسول الفم، وهناك أسباب أخرى مثل الاضطراب الذي يصيب الغدة اللعابية ويعرض الفم للجفاف وخاصة اللسان، وبالتالي يصاب بالالتهابات التي تقود إلى التشققات، وأيضا الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية، والإصابة بمرض السكري أيضاً من العوامل التي تلعب دوراً في هذه الحالة، مع وجود بعض الاضطرابات في إفراز الهرمونات بالجسم، وسوء التغذية الواضحتحلل وروائح كريهةظهور التصدعات والتشققات على اللسان هي أهم أعراض هذه المشكلة الصحية، ويحدث في بعض الحالات الشعور بالألم والتهيج نتيجة الإصابة بالقروح المختلفة داخل الفم وعلى اللسان نفسه، وزيادة حساسية الشخص من بعض الأطعمة مع حدوث حرقان باستمرار، وأيضاً صدور الروائح الكريهة من الفم نتيجة تعفن بقايا الطعام بين شقوق اللسان وتحللها، حيث تصبح هذه الشقوق مرتعاً خصباً لبعض الفطريات والبكتيريا والكائنات الدقيقة، مما يسهم في الإصابة بتقرحات مستمرة وظهور بقع بيضاء في الفم، والتهاب متكرر في اللثة، ومهاجمة الأمراض الفطرية والبكتيرية للفم، وظهور بعض الأمراض المصاحبة لهذه المشكلة الصحية، وفي بعض حالات الضغط بقوة على اللسان المصاب بهذه الشقوق يمكن أن يحدث حالة من التقيؤ المفاجئ، ويسبب حالة من الغثيان والتقيؤ المزمن.النظافة والجليسرينيوجد علاجات لتخفيف بعض الأعراض التي تظهر نتيجة هذه الحالة، ولكن حتى الآن لا يوجد علاج طبي يمكن أن يشفي مشكلة تشقق اللسان، والأدوية لمعالجة حالات التهيج، ويلجأ الكثير إلى العلاجات المنزلية للتخفيف من هذه المشكلة، ومنها تناول السوائل والمياه بكميات كبيرة، وذلك للحفاظ على رطوبة الفم واللسان، لأن السوائل تساعد على إنتاج اللعاب بكثرة، ومن ثم الحفاظ على صحة الفم ككل، ومن الأفضل تناول ما يقرب من لترين ونصف في اليوم، مع تناول الخضار وعصير الفواكه والبعض يصف ماء جوز الهند والشاي المثلج، والابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على سكريات، مع التقليل من الأطعمة الحارة والساخنة التي تزيد من الشقوق وتعمقها باللسان، والبعد عن التوابل والبهارات وأيضاً الفواكه الحمضية والموالح، وتجنب الخمور والإقلاع عن التدخين، والتقليل قدر الإمكان من الحلويات والغذاء المحتوي على كميات كبيرة من السكر، واللجوء إلى الجلسيرين كنوع من ترطيب اللسان السريع، ويساعد على الشفاء من اي جروح، ويقضي على الروائح الكريهة المنبعثة من الفم، ويفضل استخدام الجليسرين النباتي فقط، حيث يوضع على اللسان لمدة 10 دقائق، ويتم غسل اللسان والفم بفرشاة اللسان والماء الدافئ مرتين أو ثلاثاً يومياً، ومن العلاجات الجيدة والفعالة استخدام هلام الصبار، فهو يقضي على التهابات الفم واللسان، ويوضع على اللسان لمدة عشر دقائق أيضاً ويشطف جيداً، ويكرر ذلك ثلاث مرات يومياً، هناك أيضاً خل التفاح المفيد في هذه الحالة، فهو يلعب دوراً كبيراً في معادلة الحموضة الطبيعية للفم، والقضاء على البكتيريا والفيروسات، وله استخدامات كثيرة مثل إضافة عسل النحل إليه وتناوله كشراب يومي، كما يمكن غسل الأسنان مرتين يومياً، واستعمال بعض مطهرات الفم المتوافرة في الصيدليات، وإزالة الطبقات الجيرية من على الأسنان، والعناية بنظافة الأسنان واللثة ومعالجة أي التهابات تهاجم اللثة، وتقويم الأسنان إذا كانت تسبب احتكاكاً وتصادماً مع اللسان تؤثر فيه وتسبب تصدعات وتشققات به. كبار السن تشير الدراسات الحديثة إلى أن ظاهرة تشقق اللسان تصيب حوالي ما يقرب من 7% من الأشخاص بصفة عامة، بدرجات متفاوتة ومختلفة، وليست على مستوى كبير من الخطورة، وأثبتت الدراسات أن هذه الحالة يمكن أن تكون لها ارتباط بتقدم العمر، لأنها تظهر على الأشخاص واضحة وتزيد التشققات كلما زاد السن، وهي قليلة للغاية في حالة الأطفال وهي في أغلب أحوالها لا تسبب ألماً أو وجعاً إلا في حالة وجود قرح أو التهابات في اللسان، وتختلف هذه التشققات في الشكل والحجم والعمق من شخص إلى آخر، وهذه المشكلة الصحية تظهر لدى الرجال والنساء، ولكنها أكثر حدوثاً لدى الرجال بنسبة بسيطة، وكشفت الدراسة وجود هذه التشققات في الأسرة الواحدة، بما يعني أن هناك عاملاً وراثياً يمكن أن يكون له تأثير في وجود بعض حالات هذه التشققات، ويصل عمق بعضها إلى 7 مليمترات في بعض الأحيان وتشكل أشكالاً مختلفة على سطح اللسان، وهي أكثر ظهوراً عند الشباب وتزداد مع السن وتتعمق أكثر.
مشاركة :