العمل الاجتماعي وسبل الاستدامة | إبراهيم محمد باداود

  • 1/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الحماس لتأسيس العمل الخيري أو العمل الاجتماعي يكون دائمًا في أعلى مستوياته عندما يكون في بداياته، فكثير من الناس يرحبون بعمل الخير ويرغبون في المشاركة فيه ويسعون إلى نشره وتوسعه، وتمكنت وزارة الشؤون الاجتماعية من دعم تأسيس هذا النشاط ففي العام الماضي فقط وافقت الوزارة على تأسيس 50 جمعية خيرية و16 جمعية تعاونية، كما تم افتتاح 37 لجنة اجتماعية أهلية، وذلك على مستوى المملكة، ولم تبخل حكومة خادم الحرمين الشريفين على دعم هذا العمل الخيري، فقد صرف ملياري ريال كمكرمة ملكية للجمعيات الخيرية كما دعمت الوزارة تلك الجمعيات بأكثر من 500 مليون ريال وتم تخصيص 115 مليون ريال لدعم الجمعيات التعاونية. هناك جهود كبيرة لتنسيق العمل الخيري، وقد تم تنظيم العديد من البرامج والندوات للتنسيق بين العمل الخيري، كما تم تأسيس مجالس مختلفة في عدد من المناطق للتنسيق بين الأنشطة والأعمال الخيرية وكذلك البرامج والمشروعات التابعة للجمعيات الخيرية حرصًا على تطوير كفاءة تلك البرامج والأنشطة وسعيًّا لعدم الازدواجية في تقديم الأنشطة والتي من الممكن أن تسخر الطاقة والوقت والتكلفة في برامج أفضل ووفقًا للأولوية، كما تسعى الوزارة بدورها إلى تحقيق رؤيتها وتوجهاتها القائمة على التنموية بدلًا من الرعوية والتحول من الضمان إلى الأمان ومن الاحتياج إلى الإنتاج. هذه الجهود الكبيرة في مجال تطوير وتحسين العمل الاجتماعي والخيري هي جهود مهمة ولكن من المهم أيضا إضافة إلى ما سبق أن يتم وضع الأسس الهادفة إلى إستدامة هذا العمل الخيري والاجتماعي في المملكة، إذ قد يكون من السهل إطلاق الجمعيات أو المؤسسات الخيرية والتي قد يتحمس لها الكثير في البداية غير أن الأهم هو كيف يمكن أن توفر تلك الجهات مصادر دخل مستدامة قائمة على خطط استراتيجية بعيدة المدى ولا تعتمد فقط على دعم الدولة أو الأوقاف بل يجب أن تسعى مثل تلك الجهات إلى تطوير برامج تساهم في تحقيق الاستدامة لها. إن خطط الاستدامة للأنشطة الخيرية يجب أن تكون أحد العوامل الرئيسية لتأسيس الجمعيات والمؤسسات الخيرية وقد سعى النظام الجديد للجمعيات والمؤسسات الأهلية لتوفير الأدوات والوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق هذه الاستدامة سواء من خلال المشاركة في تأسيس المؤسسات أو الشركات أو التعاقد مع جهات أخرى؛ للقيام ببعض الأعمال وهذا من شأنه أن يساهم في توفير مصدر دخل متجدد لا يعتمد فقط على التبرعات أو الأوقاف. لا يكفي أن نسهل أو ننسق العمل الخيري أو الاجتماعي بل يجب أيضًا أن نضع له الخطط والبرامج والمشروعات التي تجعل منه عملاً مستدامًا. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :