مهمة (مكافحة الفساد) من أصعب المهام في أي مكان حول العالم، فالفساد لا يعرف زمانًا أو مكانًا، بل هو كالسرطان ينتشر في كثير من الأحيان بأشكالٍ مختلفة، وينال من أعضاء معيّنة في الجسد، وهو كذلك في بعض الأجهزة الإدارية، فتارة يأتي من خلال استغلال السلطة الإدارية من قبل البعض، وتارة من خلال نهب المال العام، وتارة من خلال الرشوة أو التلاعب بالأنظمة، أو التمييز بين الناس، أو من خلال التقصير في أداء العمل، أو من خلال المتاجرة بالبشر من خلال التأشيرات أو التستر، أو الاستيلاء على الأراضي بدون وجه حق، وغيرها من الأساليب المختلفة، والتي أصبح المجتمع يقرأ عنها بين فترةٍ وأخرى. ومن يعمل على مكافحة الفساد يجد مقاومة شرسة من أصحاب المصالح في العديد من الجهات والمستفيدين من وجود هذا الفساد واستمراره، ولذلك يسعى هؤلاء إلى وضع المعوّقات والعقبات التي تحول دون مكافحة فسادهم أو كشفهم للناس، إذ أن كثيرًا من حالات الفساد التي يُعلن عنها سواء في مشروعات البنية التحتية أو الرشاوى أو الاستيلاء على الأراضي بغير وجه حق، وغيرها من القصص الأخرى نادرًا ما يُشهَّر بالمفسدين الذين قاموا بتلك الأعمال المخالفة، وثبتت عليهم، وصدر بحقهم أحكام نهائية. إنّ برنامج التحول الوطني هو أمل المواطن في لجم الفساد ومكافحته، فكثير من الناس يشعر بالغبن بسبب الفساد، وكثير منهم يرى أمامه المفسدين الذين يعبثون بالمال العام ويستولون على الكيلومترات من الأراضي بدون وجه حق، ويعيشون حياة البذخ والإسراف بالرغم من أن كثيرًا منهم موظفون في أجهزة الدولة، ولا يزيد راتب الواحد منهم عن عشرة آلاف ريال، وكثيرًا منهم يعاني من عدم إنجاز معاملته وإنهائها، لأنه لا يملك ما يدفعه من أجل أن تنتهي معاملته، ولأن لدى بعض منسوبي هيئة مكافحة الفساد قصورًا في تطبيق ما جاء في قرار تأسيس الهيئة ضمن الأمر الملكي والذي كان نصه (تشمل مهام الهيئة كافة القطاعات الحكومية، ولا يستثنى من ذلك كائنٌ من كان، وتسند إليها مهام متابعة تنفيذ الأوامر والتعليمات الخاصة بالشأن العام، ويدخل في اختصاصها متابعة أوجه الفساد الإداري والمالي). برنامج التحول الوطني أمل يعيشه مجتمعنا اليوم، فالمواطن يعلم تمامًا بأن القضاء على الفساد والمحافظة على المال العام من أولويات البرنامج. Ibrahim.badawood@gmail.com