يتداول الناس عبارة: (ما جانا أشد من هالبرد) حينما يحل الشتاء وتبدأ درجة الحرارة بالانخفاض، ويوافق الجميع هذا التحليل اللحظي للطقس. وتنشط هذه العبارة عند كل تبدل مناخي أو تغييرات في الطقس سواء كان حراً شديداً أو برداً قارساً. فهل نحن سريعو النسيان لأحوال مناخنا السنوية؟ أم أنه يحلو لنا ترديد هذه الأسطوانة المشروخة كلما شح تبادل حديث شيق أو إدارة حوار هادف؟ ولو أننا ندرك أوقات المواسم بدقة ونعرف جيداً أوان حلولها لأمكننا التخلص من تلك المقولة المتداولة, فالسنة تنقسم لفصول أربعة فيها ثمانية وعشرون نجماً. حيث يبدأ الربيع فلكياً في21 مارس ويرتبط هذا الفصل بمجموعة من المؤشرات مثل ازدهار بعض الفصائل النباتية أو الأنشطة الحيوانية كالهجرة والتزاوج، يستمر حتى وقت الانقلاب الصيفي في 21يونيو وفيه يبدأ الصيف بالتدرج في الحرارة ويستمر حتى21سبتمبر حيث يبدأ فصل الخريف فتتساقط أوراق الشجر وغالباً ينتشر فيه الغبار. وبعدها يهل فصل الشتاء في21ديسمبر ونجومه هي: الإكليل، والقلب، والشولة، والنعايم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بُلع. وما يؤسف له أن بعضنا يربط بعض الأحداث بالأحوال الجوية، حيث يتوقعون أن حصول الغبار ربما يكون بسبب غضب من الله وبذنوب العباد أو تعاطفاً مع بعض الخلق، مثلما حصل إبان كسوف الشمس بعد وفاة إبراهيم ابن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما نفاه عليه أفضل الصلوات، وغير بعيد عنهم عرب الجاهلية حيث كانوا ينسبون الأمطار والأنواء إلى النجوم كمسبب, أما المسلمون فيعلمون أن الشمس والقمر والنجوم مواقيت وعلامات للناس وللاستدلال والاهتداء بها فحسب. وشمس العلم تبدد ظلام الجهل والخوف، وبمجرد معرفة الفصول والنجوم وحركتها يمكن معرفة حالة الطقس بعيداً عن المفاجآت. كما هو الحال في مصلحة الأرصاد الجوية الذين يرصدون درجات الحرارة لعدة أيام وشهور قادمة بمشيئة الله ويراقبون حركة الرياح وينشرونها للناس. وتبدل المناخ عالمياً أمر وارد على كل حال، إلا أن شدة برودة الشتاء هذا العام مثل شتاء السنة الماضية، وحرارة الصيف القادم ستكون مثل العام الفائت، لكننا أمة تنسى.
مشاركة :