فوضى سياسية | مازن عبد الرزاق بليلة

  • 1/22/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في السابق كانت القوى العظمى تتحرَّك في العالم؛ وفق قيود وقواعد مقنَّنة من هيئة الأمم، تسمح بوجود توازنات، لتضمن سلامة وحقوق ومصالح الدول الأصغر، ولمهام محددة، وفق قرارات تصدر من مجلس الأمن، ولكن عندما يفلت الزمام، وتتدخل القوى العظمى منفردة، أو باتفاقيات ثنائية هشَّة، تصبح فوضى سياسية. بدأت القوات الروسية ضرباتها في 30 سبتمبر من العام الماضي، وفق اتفاقية تمَّ توقيعها مع الأسد إبّان زيارته الأخيرة لموسكو في 26 أغسطس، وبذلك تكون الضربات الروسية قد أكملت أربعة أشهر، وهي فترة كافية لتنفيذ مهمّتها المحدّدة، المعلنة سابقًا، وهي ضرب الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، حمايةً للنظام السوري المتهالك، ولكن مؤخّرًا أعلنت الخارجية الروسية أن فترة بقاء القوات الروسية في سوريا غير محدّدة، بل مفتوحة حتى إشعار آخر. الدول الغربية، التي اعترضت على الضربات الروسية، مثل بريطانيا، كان اعتراضها فقط من الجانب الإنساني؛ لأنّ الضربات الجوية تُخطئ -أحيانًا- في إصابة الهدف، وفعلاً تضرَّرت مدارس، ومصالح مدنية، وأصبحت هناك حالات مجاعة مفزعة في 52 مقاطعة على الأقل في سوريا، كان على رأسها قرية مضايا المنكوبة، التي استيقظ العالم على مآسي الموت جوعًا لمئات الأطفال. وتحوّلت المهمّة الروسية إلى مهمّة إنسانية -على حد قولهم-، وأصبحت الطائرات الروسية تُسقط المعونات والأغذية للمحاصرين، ممّا يعني أن القوات الروسية التي تسببت بفوضى سياسية في النظام العالمي، تسببت أيضًا في فوضى إنسانية، لن يفيد معها التقنّع بمهام إنسانية تخفي حقيقة الوجود العسكريّ الروسيّ، وعلى روسيا إنهاء مهمّتها العسكرية ومغادرة المنطقة فورًا. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول مؤسس شركة ديل مايكل ديل: تجنّب أن تكون الأذكى في الغرفة، ولو حصل، فأمامك أمران، إمّا أن تتركها، أو تحضر إليها من هو أذكى منك!

مشاركة :