أحمد العسم يكتب: (تاريخ الكلام أعلى الحائط)

  • 2/20/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دائماً ما أنظر إلى الأمل بسعادة، والسعادة على أنها دافع للأمل، وحين أدفع إلى الحديث أجد الفرصة التي أحتاج أن أستغلها في قراءة التفاصيل الصغيرة. أبدأ في تكوين معرفة تمنحني الدافع لطرح أسئلتي الخاصة التي تؤرقني في فهم التفاصيل المتفرقة التي تشبه الدين وتحتاج إلى سدادة ولملمة «لا أملك الأسباب ولكنني أبحث في الغموض». يقول قريب لي لِم في أعلى الحائط تكتب الاسم والتاريخ؟ قلت له: قال لي أستاذ التاريخ، في الأعلى يبقى ذكرى لأن التاريخ مهم وعلينا الحرص على التذكير حتى لا يسرق وينسب، رقد «ابن ظاهر» ولم يدون على شاهد القبر تاريخاً وضاعت سنواته في التأويل وهزت الرغبات بيت بن ماجد في جلفار وبحثنا عن شعراء أثروا الحب بكلماتهم ولم نستدل على قبورهم ولم نعرف إلا اليسير عن سيرتهم الذاتية التي أدعو المؤسسات الثقافية إلى تبني الهدف الجميل حتى يَطلع المهتمون عليها ويروا اللافت وما تشاهده العين ويتحدث عنه ضمور واضح في العين ويكتشف، نحن محصورون في الضوء ولا نرى خلف الضوء. أعلى الحائط.. داعم ودافع إلى التفكير يرضي الطمع، يغري الأيام بالاطلاع، كلما رفعنا أصابعنا وجدنا الحل والردود المناسبة التي ترضينا، أحدهم قال لا تَضع نقاطاً، الحائط ليس شاشة كبيرة المساحة ما تقول اختصارات ولا يسهب القلب بل يفيض رسائل من دون ساعٍ، في فريجنا القديم الذي تركناه منذ أربعين سنة وأكثر كُتبت على جدرانه كلمات بخط أنيق عبرت عن أناقة الأشخاص ووصفتهم بالأجمل والروعة منهم أصبح الشعراء والكتاب والتشكيليين في غاية الجمال وكان أعلى الحائط تركوا انطباعاً يشير إلى إبداعات لا تكرر «هنا ثروة الكلام وثورة التجديد». في يوم جلس المعلم يتحدث إلى طلابه عن النور والشمس والقمر والرجل الذي يخرج بعد الصلاة، ومن قلبه تخرج ابتسامات لشعوره بأنه وفق في كتابة التاريخ والكلام في أعلى الحائط، ولم يستخدم يده التي تفقد أحاسيسها وترجف في انتصار لا مثيل له على الإصرار بتذكير يده بالأيام واللحظات حتى أنساها الصعوبات وأن الحائط إيجابي للبوح والفرح والاقتناص. «بإمكاننا تغيير السيناريو وبإمكان المؤدي التقمص» فيلم قصير كل ليلة يخرج رجل من بيته يحمل كيساً أبيض مملوءاً بالعتب ويظن أنه لا يراه أحد يضع الكيس وتخرج قطع صغيرة من الطباشير.

مشاركة :