الحياة في تسارع مخيف جداً؛ وطبيعتها تستلزم منا الشجاعة والاستعداد النفسي لمطبات الحياة الكثيرة، وتطلب منا الشجاعة وإظهار مهارة التكيف مع الظروف وحماية النفس من مخاطر تبدل النفوس وتغير القلوب. نسمع عن الكثير من القصص المحزنة وعن الحياة المظلمة التي يعاني منها كثيرون؛ لأبناء تنكروا لآبائهم وأزواج ظلموا زوجاتهم، ولا تزال تلك القصص عالقة في أروقة المحاكم. تحزننا مظاهر العنف التي يمارسها البعض على أسرته، وتؤلمنا مشاهد السرقة من أقرب الأرحام إلينا، نشاهد ونسمع ونقرأ الكثير من القصص التي لُونت بسواد الإحباط والحزن والألم. عندما نتذكر حياتنا الطفولية وكم كانت الذكريات تجمعنا مع الأسرة والأصدقاء والصديقات نتألم على هذا التغيير ولا نعرف سببه هل الزمن يغير الأصحاب؟ لقد أصبحت هناك الكثير من القسوة وتغيرات كبيرة في الرغبات وآمال وطموحات جديدة، نسمع عن تغييرات أصابت محبينا فلم تعد تلك الذكريات تشفع لنا ولا مساحات اللعب والدراسة لها قيمة، فكما تتغير أشكالنا مع الوقت تتغير أفكارنا وتكبر طموحاتنا، وفي وسط كل ذلك الضجيج والحياة الصاخبة تتغير النفوس وتُنسى الضمائر، فالبعض يبدأ في إقصاء محبيه والحصول على غاية وهدف معين أو الركض نحو فكرة معينة يريد تنفيذها على حساب الآخرين؛ كم رأينا من أصدقاء ورفاق أخذوا أفكاراً ومشاريع من الآخرين من أجل أنفسهم وهذا السباق البعض يخسره ويخسر رفاقه وربما يخسر كل شيء، لا مانع من الركض والمشاركة في سباق الحياة ولكن احذر أن تتلقى ضربة من أقرب الناس إليك. الحياة تعلمك بأنه لا يوجد صديق من دون عيوب وأخطاء؛ ولكن نظراً لصعوبة الحياة وتعقيدها يجب ألا تضع سقف توقعات عالياً سواء من الأهل أو الأصدقاء؛ فأقل خطأ قد تنهار معه الصداقة والعلاقة، في نهاية المطاف، تصبح الصداقة تراكماً وعبئاً ثقيلاً لا يمكن تحمله، ولكن في ظل تلك المواجع يجب عليك أن تحمي نفسك، ويكون لديك صبر كبير لتحافظ على أصدقائك وعلاقاتك، وتأكد بأنك أنت من سمح لنفسك بتلك التجاوزات؛ لذلك نصيحة من القلب حاول أن تحمي نفسك من هذه الصداقات الزائفة واختر من ينصحك ويقف معك، ولا تنسَ أن توثق جميع المشاريع بينك وبين من يشاركك فهذا قد يحميك قانونياً، والمثل الشعبي الذي نعرفه جميعاً يقول: «لا فات الفوت لا ينفع الصوت». طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :