مستشفى شرق جدة: لماذا هو مُتعثِّر تشغيله بالكامل حتى الآن؟ لماذا تضيع كل هذه السنوات هدرًا؟ ولصالح مَن يستمر الضغط على المستشفيات الأخرى إذا كان بالإمكان تخفيف شيء من هذا الضغط الشديد؟ خاصة وأن المستشفى يقع في قلب منطقة كثيفة سكانياً، حتى إن طوارئ مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز تمرّ عليه الليلة والليلتين لا يستقبل مريضًاً لأن الأسرّة مشغولة بالكامل؟! ‏هذا المستشفى الذي تأخَّر سنوات وسنوات كان مثار جدل قبل أسابيع مضت، عندما تحدثت الدكتورة ليلى الشاطري عن إهدار المال العام الناتج عما يُسمَّى بالتشغيل الجزئي، والذي امتد لقرابة عامين ولم يزل، أي منذ تولي معالي المهندس عادل فقيه منصب الوزير بالتكليف، بل قيل إن الوزارة تعاقدت مع جامعة الملك عبدالعزيز لتشغيل المستشفى المذكور، ولم أَعُد أتذكَّر في عهد أي وزراء الصحة السابقين. ‏السؤال: هل ثمة موعد مُقدَّس لتشغيل المستشفى إيّاه؟ أم أن قول الشاعر ينطبق عليها: دع الأمور تجري لأعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال هل هو عجز في الكادر الطبي؟ أم المشكلة في الكادر الفني؟ ولا أظنه في الإداري، فما أكثر الإداريين حين تعدّهم؟ وأياً كانت المشكلة (العويصة) فلماذا (الغمغمة)؟ ولماذا نتباهى بممارسة الشفافية في كل محفل خطابي ومنبر صحفي، ثم نضرب بها عرض الحائط وقت أن تكون الحاجة ماسة إليها! يا معالي وزير الصحة: تعلمون جيّدًا أن مدينة جدة تئن من ضعف الخدمات الصحية، وهي اليوم تعاني من شحّها! الأسرّة شحيحة جدًا، حتى في مستشفيات القطاع الخاص، والحكمة السائدة هي (من كان له سرير فيلزمه)! فالبديل نادر، والمرضى في تكاثر، ومع ذلك فإن لدى وزارة الصحة الرفاهية الكاملة لتعطيل تشغيل مستشفى أُنفق على تشييده مئات الملايين من الريالات، وتأخَّر تشغيله، فضلاً عن استكمال بنائه عددًا من السنوات ربما قاربت العشر. يا معالي الوزير: أنت المسؤول الأول وبيدك القرار أولاً وآخرًا. وتعلم الواقع الصحي الصعب في محافظة جدة، أَدْرِك الناس بخدمة لا غنى عنها، حتى يُدركوك بدعاءٍ طيب لا غنى لك عنه. salem_sahab@hotmail.com