عندما تتمزّق جدة!! | سالم بن أحمد سحاب

  • 2/18/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شكرًا جزيلاً مضاعفًا لسمو أمير منطقة مكة المكرمة اهتمامه بحل أزمة الحركة المرورية الناتجة عن مشروع قطار الحرمين. في نظري هو مشروع يرسم صورة نموذجية لمدى سوء التنفيذ، ولغياب التخطيط، ولانعدام الاهتمام بالإنسان في جدة.. بصراحة بدأ المواطن يصيح بأعلى صوته: (يا نحلة لا تقرصيني، ولا أبغى لك عسل)!! جدّة مشلولة ومنهكة ومتعبة! وفي الأسابيع القليلة الماضية تسارعت عمليات إغلاق معظم منافذ طريق الحرمين، بدءًا بشمال كوبري جامعة الملك عبدالعزيز حتى كوبري بريمان، وكأنما استيقظت الشركات المنفِّذة فجأة من سباتها العميق، ومن استرخائها الطويل. ويا ليت أنه تزامنت مع هذه الهبّة المضرية في عمليات إغلاق كل المنافذ الحيوية هبّة أخرى نصف أو ربع مضرية للعمل في المشروع، بل إن المراقب لا يكاد يرى حركة مطلقًا إلاّ من حفّار يعمل بهزال شديد، وما من حوله أحد لا من قريب ولا من بعيد، فيعيد سؤال نفسه: لماذا هذا التنغيص والتنكيد إذا لم تكن هناك حاجة ماسّة وعاجلة إلى العمل؟ لماذا لا تتزامن عمليات الإغلاق مع عمليات التنفيذ أيًّا كانت؟ لماذا يشعر المواطن بأن هناك من يتصيد التنغيص عليه عمدًا غير آبه بالنتائج التي تترتب على ذلك؟ لماذا كل ذلك السبات الطويل الذي لا يزال مستمرًا من الناحية العملية، ثم الانقضاض فجأة على المنافذ والمداخل والمخارج لسدها، وكتمان أنفاس مرتادي الطريق الشرياني الحيوي. ولنأخذ مثلاً كوبري بريمان الذي أنجز جزأه الأهم، وترك جزأه الأسهل المؤدّي من طريق الحرمين إلى بريمان للمتجه من الجنوب إلى الشمال. الدخول إلى ذلك الحي الشرقي كابوس ثقيل ومعاناة لا حدود لها. وفي شرق جدة ما لا يقل عن مليون نسمة إذا لم يخب ظني. لماذا لا يُحاط المواطن بالذي سيكون أولاً بأول؟ لماذا يستيقظ فجأة وقد سُدت في وجهه السبل، وأغلقت المنافذ وضاقت الخطوط، وازدحمت المسارات؟ لماذا يُجبر على المعاناة من ضغط دم مرتفع، وسكر زائد عن الحد، وقلب يوشك على التوقف كما تفعل مركبته طوال الطريق الذي كان يستغرق دقائق معدودة، فإذا هي مضروبة في عشر أضعافها. المشكلة أنه لا يعلم متى ستحين ساعة الفرج!! salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :