متّع ناظريك وقلّبهما في شعر الجنابي | أسامة حمزة عجلان

  • 12/23/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من الشعر ما يخرجك من زمانك ومكانك وبتصويره الحدث يعيشك أحداثه فكأنك في ذاك الزمان وفوق تراب مكانه تعيش ومن أجمل الشعر بل من بديع الشعر ما يكون في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويصور السيرة النبوية بما مرت من أحداث جسام وبما تمتع به الحبيب صلى الله عليه وسلم من كريم خلق وحسن صفات والحق يقال من الشعر لا أقول يشهد له التاريخ فقط بل من الشعر ما يستشهد به التاريخ لأنه استمد معانيه من كتاب الله عز وجل وسنة الحبيب صلوات ربي عليه ومن هؤلاء الشعراء الذين اقصد الشاعر الدكتور عباس الجنابي الذي لم اقرأ له إلا أربع قصائد وتكفي تلك الأربع للشهادة له بأمر الله ولا نزكي على الله أحداً بإيمان صادق ومحبة لله عز في علاه ومحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين ولو أن الشاعر محسوب على المذهب الشيعي وفي هذا دلالة على أن ليس كل الشيعة من التيار الصفوي المعادي لله جل جلاله و لرسوله صلى الله عليه وسلم و لصحابته الكرام رضي الله عنهم، وقد اعترف مجمع الفقه الإسلامي بالمذهب الشيعي المعتدل . وليس حديثي عن المذاهب وتصنيفها ولكن الأقوال تدلل على قائليها وتوجههم الديني والمذهبي ومن أروع ما قرأت لشاعرنا الجنابي قوله في الحبيب صلى الله عليه وسلم في قصيدته الناضرة الناظرة " لماذا نحبه ؟ " . عجيبٌ هو الحبُ الذي جئتنا به وأعجبُ ما فيه سماحتـُهُ حصـْرا فأيُ نبي ٍ في الديانات كلـِّها مُقابل حرْف واحدٍ أطلق الأسرى نحبـُّك،، أيْ والله نبضُ قلوبِنا يُرددُ طه والعليمُ بها أدرى فحُبك في الاولى ينيرُ طريقنا وحُبُّك في الاُخرى يُجنـّبُنا سـقـْرا وحُبك في الدارين خيرٌ ونعمة ٌ ونحنُ به اولى ونحْنُ بها أحـْـرى اليكَ أبا الزهراء هاجرَ خافقي فحُبُّك في الاحشاء أوْقدها جمْــرا يُحاصرُني أنـّى اتجهـْتُ يحوطُني ويعْصرُني عصـْرا فأنظـُمُهُ شعـْرا وأسكـُبُهُ شهـْداً وفي الشهد حكـْمة ٌ متى ذاقـَهُ المعلول من دائه يبرا أما والذي أعـْطى فأرضى نبيّه وعنـْد اشتداد الخطـْبِ ألـْهمَهُ الصبْرا جرى حُبّ طه في القلوب تدفقاً وما زال فيّاضا وما انقطعَ المجرى ولا يفوتني الإشادة بقصيدته في الصدّيق والأخرى التي في الفاروق رضي الله عنهما وهي قصائد مضيئة منيرة . ومن أبيات مدح سيدنا الصديق رضي الله عنه . الثاني اثنين تبجيلا لهُ نَقــفُ تعْظيمُهُ شَرَفٌ ما بعْدَهُ شَـَرفُ هُوَ الذي نَصـَرَ المُختـارَ أيّدَهُ مُصَِدقا حَيْثُ ظـنّوا فيه واختلفوا يُزلزلُ الأرضَ إنْ خَطْبٌ ألمّ به ويبذلُ الروحَ إنْ ديستْ لهُ طرفُ وَيشْهَدُ الغارُ والخيْط ُالذي نَسَجَتْ منْـه العناكِبُ سِتْراً ليس يَنْكَشِفُ بأنّهُ الصاحبُ المأمونُ جانِبُــهُ مهْما وَصَفْتُ سَيَبْدو فوقَ ما أصِفُ سلِ الصحابة َعنْ بّدْرٍ وإخوتها سلِ الذين على أضْلاعِهِمْ زَحَفوا مَنْ شاهر سيفَهُ فوْقَ العريشِ وَمَن يَحُفـّه النصرُ بلْ بالنصر يَلتحِفُ هُوَ الذي خَصَّهُ الرحمنُ مَنْـزلَة ً هيَ المَعية ُإذْ نصَّت بها الصُحُفُ هذا العتيقُ الذي لا النـارُ تلْمَسُهُ ولا تلبَّـسَ يوما قلبَــه الوَجَفُ كُلُّ الصحـابةِ آخـوهُ وأوَّلـُهُمْ هذا الذي شُرِّفَتْ في قبره النَّجَفُ ومن قصيدته في مدح الفاروق رضي الله عنه أسوق للقارئ أبياتاً جمل بها قصيدته الجميلة بكل بيت فيها . في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ الـ كُبرى بها الدهرُ والأزمانُ تنغمرُ ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفـّهْتَ في علن ٍ أصنامَها وبدا يعْتامُها الخطـــــــــرُ أقبلْت إذ أدبروا،،أقدمت إذ ذُعروا وفـّيْتَ إذ غدروا،، آمنْت إذ كفـَروا لك السوابقُ لا يحظى بها أحــدٌ ولمْ يَحُز ْ مثلـَها جنُّ ولا بشــرُ فحينَ جفـّتْ ضروعُ الغيم قـُلتَ لهُمْ: صلـّوا سيَنـْزلُ منْ عليائه المَطَـــرُ سَنَنْتَها سُنّة ً بالخير عامــــــــرة ففي الصلاة ِ ضلال الشـّر ِ ينْحسرُ عام الرمادة ِ أشبعتَ الجياع َ ولمْ تُسـْرفْ، وقد نعموا بالخير ِ وازدهروا وَقـَفـْتَ تدْرأ ُ نَهـاّزا ً ومُنْتفعــــاً فما تطاولَ طمّاعٌ ومُحْتـــــكرُ تجسدَ العدْلُ في أمْر ٍ نهضتَ به ولم يزل عطرُهُ في الناس ينتشرُ لك الكراماتُ بحـْـرٌ لا قرار لهُ وأنت كلُ عظيم فيك يُختصرُ كمْ قلتَ رأيا حصيفا ً وانتفضتَ لهُ ووافقتـْكَ به الآياتُ والســُوَرُ واختم بالقول سيّل قلمك أيها الجنابي وأطلق اللسان في مدح سيدنا علي كرم الله وجهه وأرضاه وسيدتنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها وسيدتنا أم آل البيت رضوان الله عليهم فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها والسبطين سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين أقر الله بهما عين جدهما نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم وعطر أنفاسك عسى الله أن يديم عطرها بأبيات ترسم لنا بها لوحة جمال الإسلام وجميل الإيمان الذي ملأ أرواح وأنفس أزكى الأنام واكارم بني الإنسان جيل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أل بيت وصحابة كرام عظام . وعسى الله أن يحقق في شعرك ما تصبو إليه ويتحقق لك رضوان الله تعالى واسمح لي بان أحرف بيت شعر من أشعارك وأقول . أكتبُ الشعرَ في الأرحام ِأزْرَعُهُ حتى تُحَدِّثَ عَنْ أشعاركَ النُطَفُ وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه oalhazmi@Gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :