يقولون في الأمثال العربية: (جاء يكحّلها عماها)، وهو ما ينطبق على بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق، ورغبته الملحّة في العودة للبيت الأبيض من الباب الخلفي، بترشيح زوجته للمرة الثانية، مما يجعله يرتكب الأخطاء السياسية التي لا تُغتفر، فتخسر هيلاري مرة أخرى. التاريخ يُعيد نفسه، فقد راهنت هيلاري ضد المنافس الرئيس لها عن الحزب الديمقراطي، باراك أوباما، عام 2008، وخسرت بسبب تدخلات بيل غير المهنية، واليوم يعود التنافس بينها وبين الديمقراطي السيناتور بيرني ساندرز، والخشية المتوقعة هي أن تخسر هيلاري بسبب هذا التدخل الزوجي العنيف. في حلبة الوصول للبيت الأبيض، هيلاري ليست بحاجة لشهادة زوجها، الرئيس السابق، فقد عملت سبع سنوات سيناتورًا في الكونجرس عن ولاية نيويورك، ودخلت البيت الأبيض كسيدة أولى ثمان سنوات، ثم وزير خارجية لمدة أربع سنوات، وكانت منافسا شرسا، وقاسيا، لباراك أوباما، وانتزع منها فوزا صعبا، وطفيفا، في بعض الولايات. المبالغة في النقد للخصوم، أو المبالغة في المدح للزوجة، ليست في صالح الحملة الانتخابية، فهذا الأسبوع، قال بيل كلينتون في تجمع انتخابي، منتقدًا السيناتور بيرني ساندرز، إنه منافق، وبعيد عن الواقع السياسي، وغير أمين، لأنه انتقد زوجته، وكلها صفات يصعب إطلاقها في التجمعات العامة، وتحتاج العديد من الأدلّة لتثبيتها، وكان قد قال في 2008، أثناء الحملة كما نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست، في ذلك الحين: حتى لو لم نكن متزوجين منذ 1975، ولو لم تطلب مني المجيء، لكنت جئت بدون تردد، لأنها الأكثر أهلية لترشيح الحزب الديمقراطي، بمن فيهم أنا. #القيادة_نتائج_لا_أقوال الناس ترى النجاح مثل رأس جبل الجليد، الذي يطفو للأعلى، ويحسدون أصحابه، ولا يَرون الجهد الكبير الذي يقبع تحته من سهر، ومخاطرة، وكفاح، وصبر، ومثابرة.
مشاركة :