إشراقة من تاريخ الأندلس 1-2

  • 4/26/2023
  • 09:43
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقول أبو تمام في هذا الشطر من البيت: لا أَنتَ أَنتَ وَلا الدِيارُ دِيارُ هي الأندلس التي غربت حضارتها وكيانها وأصبحت من الماضي العتيد يقول الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي في هذا البيت الذي يأتي ضمن سياق قصيدته المؤثرة والمشهورة في رثاء الأندلس وهو الذي عاش فترة من حياته في الأندلس في النصف الثاني من القرن السابع الهجري وعاصر بداية فتن وأحداث وإضطرابات في داخل الأندلس ومن خارجها يقول في هذا البيت الذي ينطق بمأساة تاريخ وحضارة شيدت بهذه البلاد وكانت الحياة فيها من جميع نواحيها مزدهرة. أَعِندكُم نَبَأ مِن أَهلِ أَندَلُسٍ فَقَد سَرى بِحَدِيثِ القَومِ رُكبَانُ وما يهمني هنا من هذا التاريخ المشرق للأندلس والذي دون ووثق في كتب تعتبر من أمهات الكتب ومن نفائس المكتبة العربية والإسلامية كمراجع للقارئ والباحث والدارس وكما أسلفنا يهمنا تناول الجانب الأدبي والذي لا نستطيع تغطيته بشكل موسع ولكن أردنا أن نأخذ منه النزر القليل على قدر حاجتنا من خلال مشاركتنا عبر هذه الوسيلة مثل موقف أو حدث ما أو أشعار وقصص لعلها تعود بالفائدة والنفع على المتلقي ولكي تكون مدينة قرطبة هي ضمن موضوعنا والتي تعتبر من أعرق وأجمل المدن الأندلسية والتي لا نظير لها بجمال طبيعتها وحدائقها الغناء وقصورها الفارهة ذات النقوش والزخارف البديعة كانت قرطبة هي بداية الرثاء في سقوط مدن الأندلس الواحدة تلو الأخرى يقول أحد الباحثين في تراث الأندلس عن مدينة الزهراء وهي جزء من المدينة الأم قرطبة: ” كانت أطلال مدينة الزهراء حاضرة الخلافة الأموية تثير في نفس زائريها الحزن على ما آلت إليه أحوالها بعد انتقال مدينة الحكم إلى الزاهرة التي أسسها المنصور بن أبي عامر. وكان أول رثاء لأهل الأندلس هو لمدينة قرطبة، حين نهبها البربر إثر الثورة ضد حكم إبن أبي عامر، ورأوا بداية انفراط عقد الخلافة الأموية، نهبها البربر واستباحوا كل معالمها الحضارية، ورثاها حينئذ ابن شهيد الأندلسي وعدد من الشعراء المجهولين وحذّروا من عواقب الاختلاف والفرقة، وكان حنينهم إلى بني أمية وقوتهم.” ومدينة الزهراء هي ضمن محيط وجغرافية قرطبة، تبعد عنها بما يقارب الثلاثة عشر كيلو متر . وأخذت شهرتها من عمارتها ونقوشها وزخارفها و ما روي عنها بأن أستخدم فيها من الذهب والرخام وهي التي قام ببنائها الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر لدين الله بين عامي 936 و940م. وأتت فكرة بنائها كي تماثل قصور دمشق عاصمة الخلافة الأموية القديمة، والتي أخذت في الازدهار لنحو 80 عاماً، وقام أهلها بهجرها بسبب ثورة البرابرة والذين يعرفون بالأمازيغ. وفي بيت من الشعر والذي صنف بالمجهول يظهر فيه قائله تحسفه على ذلك المجد الذي كانت تعيشه بلاد الأندلس ومن حرقة الألم والغبن الذي أصابه حين رأى ما آلت إليه أوضاع بلاد الأندلس أنشد هذا البيت والذي ينطق بمأساة تاريخية. أبني أميّة أين أقمار الدّجى-; منكم؟ وأين نجومها والكوكب؟ للتواصل مع الكاتب mhmdsdlhrth@gmail.com

مشاركة :