التنبؤ بالأسعار وتوقعات التضخم «1 من 2»

  • 5/21/2023
  • 00:46
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من المرجح أن تصبح توقعات التضخم اليوم واقعا ملموسا غدا، هل لاحظت زيادة أسعار السلع في المتجر الذي في منطقتك، وأنك لا تستطيع شراء القدر نفسه الذي كنت تستطيع شراءه من السلع من قبل براتبك؟ في كثير من أنحاء العالم، ترتفع أسعار السلع والخدمات بأسرع وتيرة تشهدها منذ 40 عاما. وعادة ما تنشر الصحف ووسائل الإعلام الأخرى أحدث أرقام التضخم، أي التغير في الأسعار مقارنة بمستواها في الشهر نفسه من العام السابق. غير أن صناع السياسات يركزون في الأساس على توقعات التضخم. وتصف توقعات التضخم المعدل الذي يعتقد الناس أن الأسعار سترتفع أو ستنخفض به في المستقبل. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أن السيارة التي يبلغ سعرها اليوم 20 ألف دولار سيبلغ سعرها 22 ألف دولار خلال عام، فإن توقعك لمعدل تضخم أسعار السيارات هو 10 في المائة. أما إذا كنت تتوقع أن يبلغ سعر السيارة 18 ألف دولار، فإن توقعك لمعدل التضخم هو ــ 10 في المائة. ويكون توقعك لمعدل التضخم صفرا إذا كنت تعتقد أن يظل سعر السيارة كما هو. ويمكنك الحصول على رقم لتوقعات التضخم الكلي بتوسيع هذا المثال ليشمل جميع السلع والخدمات التي تستهلك عادة في بلد ما. وتعد توقعات التضخم مهمة لأن توقعات التضخم اليوم من المحتمل أن تصبح تضخما فعليا غدا. وإذا كنت تتوقع أن تكون السيارة أرخص بنسبة 10 في المائة في العام المقبل، فمن المحتمل أن تنتظر حتى تنخفض الأسعار قبل أن تشتريها. ويؤدي هذا الانخفاض في الاستهلاك إلى بطء النمو الاقتصادي عن طريق تخفيض الطلب وإلى دفع الأسعار نحو مزيد من الانخفاض. لكن إذا كنت تتوقع ارتفاع سعر السيارة بنسبة 10 في المائة، فمن المحتمل أن تشتريها على الفور لتجنب دفع السعر الأعلى فيما بعد. ويؤدي ذلك إلى زيادة الطلب في الاقتصاد وإلى ارتفاع الأسعار. وتؤثر توقعات التضخم أيضا في مفاوضات الأجور. فإذا توقع العمال ونقاباتهم ارتفاع الأسعار بنسبة 10 في المائة، فسيضغطون على رؤسائهم من أجل زيادة رواتبهم على الأقل بالقدر نفسه لضمان عدم انخفاض قوتهم الشرائية. وربما يقوم العمال بإضراب لزيادة الضغوط. وعندئذ، ستقوم الشركات برفع أسعارها لحماية هوامش أرباحها من زيادة تكاليف الأجور. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ما يعرف باسم "دوامة الأجور والأسعار"، التضخم الذي يؤدي إلى ارتفاع الأجور، ما يؤدي إلى ارتفاع أكبر في التضخم. وحول قياس توقعات التضخم، فعادة ما تقاس توقعات التضخم باستخدام المسوح التي تجريها البنوك المركزية أو الجامعات أو المؤسسات الخاصة. فعلى سبيل المثال، تجري جامعة ميشيجان مسحا شهريا يطلب فيه من 600 أسرة على الأقل في جميع أنحاء الولايات المتحدة تقديم أفضل تنبؤاتها للتضخم. وتقوم بعض المسوح بجمع تنبؤات المحللين المختصين في البنوك أو الشركات المالية. وتقوم مسوح أخرى بجمع الردود من المتاجر ومؤسسات الأعمال الأخرى التي تحدد فعليا الأسعار التي يدفعها المستهلكون. ويمكن أن تتباين التوقعات تباينا كبيرا بين مجموعات الأشخاص وداخل كل مجموعة. ويتقاضى واضعو التنبؤات المختصون مقابلا لدراسة جميع المعلومات المتاحة، وعادة ما تكون تنبؤاتهم للتضخم هي الأكثر دقة. لكن حتى هؤلاء الخبراء يختلفون فيما بينهم، خاصة عند التنبؤ بالتضخم في البلدان التي تكون الأسعار فيها أكثر تقلبا. ويكون الاختلاف حول توقعات التضخم أكبر بين الأسر والشركات. وأحد الأسباب هو أن معظم الناس لا يقضون كثيرا من الوقت في التفكير في التضخم إذا لم يروا أنه يتصل مباشرة بحياتهم، وهي ظاهرة تعرف باسم "التجاهل العقلاني". وبدلا من ذلك، قد يفترضون أن حركة جميع الأسعار تتماشى مع تكلفة بند واحد يشترونه بشكل متكرر، كالبنزين على سبيل المثال. وقد يتوقع بعض الناس ارتفاع الأسعار، بينما يرى آخرون أنها ستتراجع. ولا يرصد المتوسط البسيط هذا التعقيد... يتبع.

مشاركة :