طائرات الأمم المتحدة الموجهة | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 12/28/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعد استخدام الطائرات الموجهة ( من غير طيار ) من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل كسلاح «مشروع» في تصفية الخصوم السياسيين أو «الإرهابيين» في فلسطين و في سيناء بمصر وفي الباكستان واليمن والصومال و ليبيا... و غيرها من البلاد الإسلامية والعربية بالسر الخافي عن السواد الأعظم من الناس. إذ تفتك آلة الحرب الخفية تلك بضحاياها من المدنيين العزّل دون مقدمات وهم في بيوت الله قائمون راكعون ساجدون يذكرون الله ويصلون أو في بيوتهم وهم نائمون أو يتسامرون أو في مناسباتهم الاجتماعية كالأعراس أو المآتم منشغلون أو في الأسواق يبيعون و يشترون فتنقض عليهم من حيث لا يدرون بل و لا يشعرون فتمطرهم بالصواريخ المهلكة المعروفة بـ «هيل فاير» أو نار الجحيم وغيرها. وإحصائيات منظمة العفو الدولية تؤكد أن ما يزيد عن نسبة 95% من الضحايا من المدنيين الأبرياء من أطفال و نساء ورجال. للذين لا يرون في إختراق سيادة الدول التي يستهدف فوق أراضيها تلك العدوانية الإجرامية تحت ذرائع محاربة الإرهاب أن يعلموا إنه قرابة 15 دولة أخرى تمتلك طائرات موجهة قتالية منها روسيا و الصين ... الخ . والأهم من ذلك هو أن ما يزيد عن 100 دولة منهمكة حالياً في برامج تطويرية لطائراتها الموجهة الخاصة التي بقي استخدامها في قتل الفجاءة حتى الآن حكراً على أمريكا و بريطانيا وإسرائيل ومن بينها إيران التي تستخدمها في القضاء على المقاومة السورية ، وأن مجموع ما يصرفه العالم على برامج التطوير هذه يقارب الـ 10 مليارات دولار سنوياً ، وأن ثمة جهات عديدة في العالم منخرطة حالياً في تصنيع أسلحة أخف وأفتك لاستخدامها في تسليح الأجيال الجديدة من الطائرات الموجهة. و مما لا ريب فيه فإن العالم مقدم على فوضى اغتيالات بالطائرات الموجهة في كل مكان قد تطال نوائبها أولئك الذين يبررون هذا الإجرام إما عن عمد أو عن طريق ما يسمى بالأضرار الجانبية (Collateral Damage) كما يحلو للدول الكبرى أن تصف جرائمها بحق أولئك. الأدهى والأمر هو أن الأمم المتحدة ذاتها بدأت تستخدم طائرات موجهة مؤخراً لمتابعة المناطق الساخنة حول العالم بموافقة من مجلس الأمن الذي نأت المملكة العربية السعودية بنفسها عن عضويته لانعدام المساواة في قراراته ، من ذلك استخدامها لجمع المعلومات من أجواء دولة الكونغو بموافقة مسبقة من مجلس الأمن في يناير 2013 م بناءً على رسالة تطلب ذلك من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ، جاء في حيثيات تلك الرسالة ( من أجل تعزيز الوعي الميداني والتمكين من اتخاذ القرار السريع ) ، وعلق مساعد أمين عام الأمم المتحدة للسلام على استخدام الأمم المتحدة للطائرات الموجهة في تلك المنطقة بالتالي ( بإمكان المرء أن يتابع تحركات المجموعات المسلحة ، وتحركات المدنيين ، و بإمكانه حتى رؤية أنواع الأسلحة التي يحملها الناس معهم ، بل و يمكن متابعتهم داخل مناطق الغابات ). وللمرء أن يتساءل عن نزاهة ذلك العمل و من هي الجهات التي ستستفيد من المعلومات المجموعة وبأي طريقة ، وهل ستلعب الأمم المتحدة في هذه الممارسات دور الوسيط المحايد أم أنها تكيل بمكاييل مختلفة كما ينبئ تاريخها مع قضايا كقضيتي فلسطين وكشمير المسلمة. وعلى الرغم من أن ميثاق الأمم المتحدة يؤكد على دور المنظمة في حفظ الأمن والسلم العالميين ، وأنها تؤكد على أن استخداماتها للطائرات الموجهة سيكون حصرياً لجمع المعلومات وربما في المستقبل المنظور في نقل المؤن والأدوية لبعض المناطق المأزومة ، فما هي ضمانات تحول هذه المهام إلى مهام قتالية بتفويض من مجلس الأمن تحت شعارات محاربة الإرهاب لقتل من يراهم المجلس وكبار المتنفذين فيه والدول العظمى إرهابيين يجوز قتلهم بالمظنة ومن كل من كان في الجوار ساعة التنفيذ ولو كان طفلاً رضيعاً لينضم إلى قافلة الأضرار الجانبية المتنامية هذه المرة بيد الأمم المتحدة و يجوز كذلك انتهاك سيادة الدول التي يعيش فوق أراضيها «الإرهابيون» بتلك التقنيات الجوية المتخفية. اللهم هيئ للأرض من يملؤها عدلاً فقد امتلأت جوراً وظلماً وعدواناً. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :